خليّي أبصرت الردى وسمعته ... فإن كنتما فير مرية فسلانِ
خذا من فمي هلاّ وسوف فإنّني ... أرى بهما غير الذي تريانِ
ولا تعداني أن أعيش إلى عد ... لعلّ المنايا دون ما تعدانِ
ونبّهني ناع من الصبح كلّما ... تشاغلت عنه عنّ لي وعناي
اغمّض أجفاني كأنّي نائم ... وقد لجّت الأحشاء في الخفقانِ
أبا حسن أمّا أخوك فقد مضى ... فوا طول لهفي ما التقى أخوانِ
أبا حسن إحدى يديك رزيتها ... فهل لك بالصبر الحميل يدانِ
أبا حسن أغر المذاكي شرّفا ... تجرّ إلى الهيجاء كلّ عنانِ
أبا حسن ألق السلاح فإنّها ... منايا وإن قال الجهول إمانِ
أبا حسن هل يدفع المرء حينه ... بأيد شجاع أو بكيد جبانِ
أبا حسن أن المنايا وقيتها ... إذا التقت لم تتّبع بضما
أقول كأنّي لست أحفل وأنبرت ... دموعي فأبدت ما يجنّ جنار
أبا حسن أن كان أودى محمد ... وهيهات عدوي فيك من رسفانِ
أجّدك لم تشهده إذا أحدقوا به ... ونادى بأعلى الصوت يأل فلانِ
توقّوه شيئاً ثم كرّوا وجعجعوا ... بأروع فضفاض الرداء هجانِ
أخي عزمات لا يزال يحثّها ... بحزم معين أو بعزم معانِ
رأى ملّ ما يستعظم الناس دونه ... فولىّ غنيا عنه أو متغانٍ
فتى كان يعرورى الفيافيّ والدجى ... ذوات جماح أو ذوات حرانِ
تداعت له أبيات بكر بن وائل ... ولم ترجعيه لا ظفرتِ بشأنِ
بنفسي وأهلي أي بدر دجنّة ... لست خلت من دهره وثمانِ
وأيّ أبيّ لا تقوم له الربى ... ثنى عزمه دون القرارة ثانِ
وأيّ فتى لو جاءكم في سلاحه ... متي صلحت كف بغير بنانِ
يقولون لا يبعد ولله درّه ... وقد حيل بين العير والنزوانِ
ويأبون إلا ليته ولعله ... ومن أين للمقصوص بالطيرانِ
رويد الأماني أن رزء محمد ... عدا الفلك الأعلى عن الدورانِ
وحسب المنايا أن تفوز بثله ... كفاك ولو اخطاته لكفانِ
سقاك كدمعي أو كجودك وابل ... من المزن بين السح والهملانِ