فما يحملون السمر إلا عواليا ... ولا يركبون الخيل إلا سلاهبا
إذا اعتقلوا للطعن سمرا عواليا ... أو اتشحوا للضرب بيضا قواضبا
وطال بليل الدارهم أبت له ... نجوم الدياجي أن تعود غواربا
ومذ وطئت مروان ذروة ... من الشرق ألت تحب المغاربا
ثوابت في جو السماء تخالها ... بها لبني عبد العزيز مناقبا
وله من أخرى أولها: بسيط
أرح خطاك فحلي النجم قد نهبا ... وقد قضي الشرق من وصل الدجا أربا
أنا ركبنا من الظلماء جانحة ... كأننا من دجاه نمتطي نوبا
سل النجوم هل ارتابت بصحتنا ... لما أثرن اليهن من آثارها ندبا
تهفوا الركاب فتهدينا اسنتنا ... كأنما عارضت أطرافها الشهبا
وباتت الخيل يقدحن الحصا حنقاً ... حتى تضرم ذيل اليل والتهبا
تلك الفوارس لا تثني أعنتها ... عن وجهة أو ينال السيف ما طلبا
باتوا على نشوة ما هاجها طرب ... وقد أرادوا بطاسات السرى نغبا
إذا أثاروا القنا عن جنح مظلمة ... شالوا النجوم على أطرافها عذبا
وله: وافر
خيال زارني عند الصباح ... وثغر الشرق يبسم عن أقاح
وقد حشر الصباح له ونادى ... فأصغى النجم منه إلى الصباح
وفاض على الكواكب وهو طام ... فطار النسر مبلول الجناح
وزائرة طردت لي منامي ... وقد عقد الكرى راحا براح
وأدناها الهوى حتى أذلت ... وباتت بين ريحان وراح
تهز الغصن في حقف ... وتفري الليل عن قمر لياح
وأضناني الهوى فنعت نحولي ... ول ينعى النحول إلى الصفاح
وحملت عبء الحب ضعفي ... كحمل الخصر للكفل الرداح
أخن إلى رضاك وفيه برئ ... كما حن العلميل إلى الصباح
وقد أحللت حبك من فؤادي ... محل المال من أيدي الشحاح
سأفزع في هواك لحسن صبري ... ما فزع الجبان إلى السلاح
واقتدح الرغيبة من ركاب ... براهن السري برئ القداح