فكما عكفت بآمالي على وثن ... ولا سجدت بأشعاري إلى صنم
أهل المناظر والألباب خالية ... لا يعدمون من الدنيا سوى الفهم
نالوا الخطوط فحازوها موافقة ... كما تقاسمت الأيسار بالزلم
لما رأيت الليالي قد طبعن على ... جدب الأسود وخصب الشاء والنعم
رجعت أضحك والأعوال أجدر بي ... من ميسر كان فيه الفوز للبرم
تقلدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كف منهزم
ذهبت بالنفس لا الوي على نشب ... وإن دعيت به ابن المجد والكرم
فللمصارع وأطراف اليراع يد ... بنت لي المجدبين السيف والقلم
ومن مديحها: بسيط
وإن أحمد في الدنيا وإن عظمت ... لواحد مفرد في عالم أمم
تهدي الملوك به من بعد ما نكصت ... كما تراجع فل الجيش للعلم
رحب الذراع طويل الباع متضح ... كأن غرته نار على علم
من الملوك الألى اعتاد أوائلهم ... سحب البرود ومسح المسك باللمم
زادت مرور الليالي بينهم شرفاً ... كالسيف يزداد إرهافاً على القدم
تسنموا نكبات الدهر واختلطوا ... مع الخطوب اختلاط البرء بالسقم
معوق السيل لا تنفك راحته ... من كف معتلق أو ثغر مستلم
مكارم حكمت في ذاته يدها ... فكدت أرحمها من سطوة الكرم
أضنى فؤادي واوهاه تحملها ... حتى وضعت يدي منه على ألمي
كأنني إذا أوالي قبل راحته ... عجزت عن شكره حتى سددت فمي
ومن أخرى أولها: طويل
سروا ما امتطوا ألا الظلام ركابيا ... ولا اتخذوا ألا النجوم صواحبا
وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجا ... فبات بأطراف الألسنة شآيبا
وليل كطي المسح جبنا سواده ... كانا امتطيا من دجاه النوائبا
خبطنا به الظلماء حتى كأنما ... ضربنا بايدي العيس أبلا غرائبا
وركب كان البيض أمست ضرائبا ... لهم وهم أمسوا لهن ضرائبا
إذا أوبوا صاروا شموساً منيرة ... وإن أدلجوا أمسوا نجوما ثواقبا
طوال طوال الباع والخيل والقنا ... تخالهم فوق الجياد أهاضبا