وأن يتناسوني لعذر فذكا ... بأمري ولا تدري بذاك عواذلي
لعل الصبا تأتي فتحيي بنفحة ... فؤادي من تلقاء من هو قاتلي
فيا ليت أعناق الرياح تقلني ... وتنزلني ما بين تلك المنازل
وفي بعض الليالي ني له هذه الشعر: وافر مجزور
بدا فكأنه قمر ... على أزراره طلعا
يفت المسك عن نيق ال ... جبين بنانه ولعا
وقد خلعت عليه الر ... راح من أثوابها خلعا
وحضر بها من استحسن الشعر ولعمل فرغب إليه في تذليلها فقال: وافر مجزوء
فأهدى من محاسنه ... إلى أبصارنا بدعا
فلما فت أكبدنا ... وحاز قلوبنا رجعا
ففاضت أعين أسفا ... وفاضت أنفس جزعا
وكانت بينه وبين ذي الوزارتين أبي الحسن جعفر بن الحاج صداقة سافرة الصفاء عاطرة الأرجاء، فخاطبه بشعر يروق سمعه، ويتعلق بالنفس موضعه، وهو: طويل
سلام كما نمت بروض أزاهر ... وذكر كما نامت عيون سواهر
تحية من شطت به عنك داره ... وأنت له قلب وسمع وناظر
فيا سيد السادات غير مدافع ... ويا واحد الدنيا ولا من يفاخر
لك الشرف الأسمى الذي لاح وجهه ... كما لاح وجه الصبح والصبح سافر
لئن شهرت في المعلوات أوائل ... لقد شرفت بالمأثرات أواخر
سجايا استوت منهن فكيف بواطن ... أقامت عليهن الدليل ظواهر
أبا حسن شكري لبرك حافل ... وذكري وإن لم أقض حقك عاطر
حرمت ندى تلك الظلال فأحرقت ... فؤادي سموم للنوى وهواجر
وأني على فقد الصديق لجازع ... على أن قلبي للحوادث صابر
حنانيك أغبيت العلاء فجئته ... أذكره عهدي فهل أنت ذاكر
فإن كنت قد أخللت فالفضل باهر ... وإن كنت قد قصرت فالمجد عاذر
أما أنه لولا خلائقك الرضى ... لما كان لي عذر ولا قام ناصر
فمد يد الصفح الجميل فأنني ... على كل ما تولي وأوليت شاكر