ومن مدح ضمتها كل مفخر ... حبيبة الأنفاس مسكية النشر
تسير بها الركبان في كل غارب ... من الأرض سيراً مثل سير القطا الكدر
بإنشادها تحدو لحداة ويهتدي ... بها كل من قد هام في المهمه القفر
وهل أنت إلا دوحة المجد أثمرت ... لنا فاجتنينا يانعا ثمر الفخر
نماك إلى العليا جهابذ سادة ... نمتهم ذوو التيجان في سالف الدهر
ومن يك من قحطان فهو ممجد ... فقحطان ذو التاج المكلل بالدر
وكم لك من جد رفيع متوج ... بتاجين من در وآخر من تبر
فحاتمكم رب المكارم والعلى ... وحيداً كما قد قيل عن بيضة العقر
وميسرة حاز البسيطة بالقنا ... وباليمنيات المهندة البتر
وثار على ملك الأميين قائماً ... بملك بني العباس ناهيك من فخر
بأرائه البيض ارتقى درج العلى ... وحل ذرى العليا براياته الخضر
وفي يمن أضحى الفخار فإنها ... حمت أحمد المختار بالبيض والسمر
ولم لم يكن للحميريين غير ما ... أتتنا به الآثار عن ملتقى بدر
ويوم حنين إذ دعاهم محمد ... نبي الهدى فاستوصلت شافة الكفر
فلا عزة ما لم تكن حميرية ... ولا همة إلا لمعتلي القدر
وإن كانت الدنيا أرتك تجهما ... فمن عادة الدنيا مطالبة الحر
وإن قعدت بعض القعود فقد درت ... بنك حقاً واحد الدهر والعصر
وقد علمت قوم بأنك تاجها ... ولو أنها حلت ذرى الأنجم الزهر
فتعسا الأيام تحط ذوي العلى ... وتعلي حطيط النفس والقدر والفخر
فدونكها كالروض سامرة الحيا ... وحياة غب المحل منسجم القطر
مقنعة خوف انتقادك خجلة ... كما أقبلت عذراء في حلل خضر
على أنني أدري بأني مقصر ... ولكنني أرسلتها بيدي عذر
فكنت كمن يهدي إلى الماء نغبة ... ويقصد أرض الهاشميين بالتمر
ولابد من وصل الزيارة قائماً ... بحق العلى مني على دم البر
وغني له في بعض أيام الأنس، شعر له لوطة بالنفس وهو: طويل
خليلي سيرا واربا بالمناهل ... وردا تحية الخليط المزائل
فإن سأل الأحباب عني تشوقا=فقولا تركناه رهين البلابل فكان بها من استحسنها ورغب إليه في أن يذلها فقال: طويل