اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 261
90 - (1) تقي الدين التكريتي
توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة، الصاحب تقي الدين توبة التكريتي المعروف بالبيع؛ ولد يوم عرفة بعرفة سنة عشرين وستمائة وتعانى التجارة والسفر، وتعرف بالسلطان حسام الدين لاجين لما كان أمير، وعامله وخدمه، فلما صار سلطان ولاه وزارة الشام مدة ثم عزله، وصودر غير مرة، ثم يسلمه الله تعالى.
وكان مع ظلمه وعسفه فيه مروة وحسن إسلام وتقرب إلى أهل الخير وعدم خبث وهمة عالية وسماح، وحسن خلق ومزاح، واقتنى الخيل المسومة والدور الحسنة، واقتنى المماليك الملاح، وعمر لنفسه تربة حسنة تصلح لملك، وبها دفن لما مات سنة ثمان وتسعين وستمائة، وحضر جنازته ملك الأمراء والقضاة.
يقال عنه إنه كان عنده مملوك مليح اسمه أقطوان، فخرج ليلة وأقطوان خلفه إلى وادي الربوة، فمروا على مسطول وهو نائم، فلما أحس بوقع حوافر الخيل فتح عينيه وقال: يا الله توبة؟ فقال له: والك يا قواد، إيش تعمل بتوبة؟ شيخ نحس مقلع الأسنان قول: يا الله أقطوان.
ويقال إنه أتى إليه رجل من تكريت وقال له: يا مولانا الصاحب أشتهي منك شفاعة إلى شيخ الخانقاه الشميصاتية حتى ينزلني فيها، فدعا بنقيبه وقال له: روح مع هذا إلى شيخ الخانقاه، وسلم عليه من جهتي، وقولي له يقبل شفاعتي في هذا وينزله في الخانقاه، فلما جاء إلى شيخ الشيوخ وأدى
(1) انظر صفحات متفرقة من السلوك (ج؟: 1) والنجوم الزاهرة 8: 185 والوافي والعبر 5: 386 والدارس 2: 237 والشذرات 5: 441.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 261