اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 260
ونعم فتى الدنيا وإن كان فاجراً ... ونعم الفتى إن كان ليس بفاجر وهي قصيدة طويلة أوردها صاحب الأغاني، ولها فيها مراث [1] أخر.
ثم إن ليلى أقبلت من سفر فمرت بقبر توبة وهي في هودج ومعها زوجها، فقالت: والله لا أبرح حتى أسلم على توبة، فجعل الزوج يمنعها وهي تأبى إلا أن تلم به، فتركها فصعدت أكمةً عليها قبر توبة، فقالت: السلام عليك يا توبة، ثم حولت وجهها نحو القبر وقالت: ما عرفت له كذبة قط، فقالوا: وكيف ذلك؟ قالت: أليس هو القائل:
ولو أن ليلى الأخيليّة سلّمت ... عليّ ودوني جندلٌ وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدىً من جانب القبر صائح
وأُغبط من ليلى بما لا أناله ... ألا كلّ ما قرّت به العين صالح فما باله لم يسلم علي كما قال؟ وكان إلى جانب القبر بومة كامنة، فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت وطارت في وجه الجمل، فنفر ورمى بليلى على رأسها فماتت من وقتها ودفنت إلى جانبه.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: ما كذب بعد موته؛ لأنه قال: أو زقا إليها صدى من جانب القبر والصدى هو ذكر البوم، وهذا من عجائب الاتفاق، رحمها الله تعالى. [1] ص: مراثي.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 260