اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 343
واشتغل ببلده، ثُمَّ قَدِمَ دمشق، فأخذ عن النووي، والتقي ابن رَزِين، وجمال الدين ابن مالك، وغيرهم فِي عدة فنون. وسمع الحديث بحماة والشام ومصر من جماعة منهم: والده، وأحمد بن عبد الدائم، وابن عزّون، وابن أبي اليسر، والرشيد العطار والرَّضِيّ ابن البرهان، وابن علاّق، وشيخ الشيوخ بحماة، وأجاز لَهُ الرشيد بن مُسْلِمَة، ومكي بن علان فِي آخرين.
وخرج لَهُ البرزالي مشيخة، وتصوف وتنزل فِي الخوانق، ثُمَّ ولي قضاء القدس والخطابة فِي سنة سبع وثمانين. قلما وقع بَيْنَ القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز وبين الوزير ابن السلعوس، وتمالأ الوزير عَلَى القاضي فِي سلطنة الملك الأشرف خليل عَلَى مَا تقدم فِي ترجمته، وَكَانَتْ بينه وبين ابن جماعة صحبة لما كَانَ بدمشق، عينه للقضاء، واستقدمه عَلَى خيل البريد فِي سلطنة الأشرف خليل فِي ثاني عشر شهر رمضان سنة تسعين وستمائة.
فلما وصل بدأ بالسلام عَلَى الوزير وأفطر عنده، وذلك فِي تاسع عشر رمضان فجمع بينه وبين الأشرف فولاه الإقليمين، ثُمَّ أفطر فِي تِلْكَ الليلة أيضاً عند الوزير وخاطبه بقاضي القضاة وصرح بعزل القاضي تقي الدين، وأرسل إِلَى القاضي بدر الدين الخلعَة والتقليد، فأصبح يحكم بَيْنَ الناس يوم الجمعة.
ثم أضيفت إِلَيْهِ خطابة الجامع الأزهر، فلبس الخلعة، وركب إِلَى بيت الوزير ثُمَّ إِلَى الجامع فخطب، ثُمَّ أمر لَهُ بتدريس الصالحية فانتقل إِلَيْهَا ودرّس بِهَا، فلما كَانَ الجمعة المقبلة، أمر الأشرف أمير المؤمنين الحاكم أن يخطب بِهِ فخطب، فلما نزل من المنبر أمر القاضي أن يصلي بهم الجمعة ففعل، وذلك بالقلعة، واستمر القاضي يخطب بالقلعة واستناب فِي الجامع الأزهر صدر الدين ابن شيخه القاضي تقي الدين ابن رزين.
فلما قُتل الأشرف، وقُبض عَلَى ابن السلعوس، صرف البدر، وأعيد القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز، وذلك فِي أول المحرم سنة ثلاث وتسعين.
ورحل القاضي بدر الدين إِلَى الشام عَلَى قضائها، فاستمر إِلَى أن أعيد إِلَى قضاء الديار المصرية بعد موت الشيخ تقيّ الدين ابن دَقيق العيد، وذلك فِي شعبان سنة اثنتين وسبعمائة.
فشغر منصب القضاء من صفر إِلَى شعبان. فاستقر إِلَى أن رجع الناصر من
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 343