اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 687
لو كان يدري حالة الولهان ... ما جار بالأعراض والهجران
ظبي سلا في حبه قلبي وما ... حدثت نفسي عنه بالسلوان
أمسي وأصبح في هواه كأنني ... سكران نشوان بخمر دنان
أواه من لوم العواذل إنه ... قد زادني ناراً على نيران
بالله بلغ يا صبا إن جزته ... أشواق صب بالمحبة فاني
حيران سهران الظلام متيم ... يرعى النجوم بناظر هتَّان
وله
ما الهوى إلا هوان واكتئاب ... واحتراق واشتياق واضطراب
نعمة قل إن تشا في نقمة ... أو بلاء أو نعيم في عذاب
ليس تعداد الليالي فائداً ... إنما قد زاد نيراني التهاب
إن نأى يا طول تسهيدي به ... أو دنا لم يشف قلبي الاقتراب
وقال في ذات مخصوصة مما ظاهره الهجاء، وباطنه المداعبة والمجون:
ما هام هذا الشيخ فينا وافتخر ... إلا على حب الطعام المفتخر
ظهرت مناقبه الحسان وداره ... عنا توارت ليس يدركها البصر
أمسى بداره المطعمين منعما ... وبداره يلقى عذاباً من سقر
إن هلَّ يوم العيد هللَّ فرحة ... وإذا أتى شهر الصيام نوى السفر
شيخ إذا ما مد يوماً باعه ... لم يبق شيئاً في الخوان ولا يذر
تلقى الصحون لديه ترجف خيفة ... فيجيبها أين المفر من القدر
أسنانه مثل المناجل ما ورا ... ء حصادها لقط يراه من اغترر
فالويل للقبوات من وثباته ... والسحق للحلواء منه إن حضر
كره الزحام على الطعام لذا غدا ... يبدي التعامي عنه في غض النظر
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 687