اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1448
أجل ملوك الأرض قدراً وقدرة ... خليفة خير الخلق شرقاً ومغربا
سليل العلا عبد الحميد الذي سما ... وقر على عرش الصعود وطنبا
فبشرى لمحي الدين باشا بنعمة ... عليها دوام الشكر مولاه أوجبا
فأين الجبال الشم من عظم قدره ... وإن له من سيد الرسل منسبا
إذا الناس قد راموا مديحاً بفعلهم ... فعنه لسان المدح لبى وأعربا
وإن ذكر السادات يوماً فذكره ... كبسملة القرآن ممن تأدبا
فللشمس إن شامت بوارق حسنه ... حياء به مالت إلى جهة الخبا
له هيبة بين الأنام وطلعة ... غدت في سماء العز للعين كوكبا
يغص العدا إن فاح عطر ثنائه ... كأنك تغريهم على السم مشربا
وفي قلبهم مهما تقدم للعلا ... من النار مقدار عليهم تلهبا
فقل للأعادي خاب ظنكم به ... فقولوا لموت الغيظ أهلاً ومرحبا
غدا رأيه في المشكلات مقدماً ... إذا خابت الآراء كان المصوبا
يرى بذله للمال لو جل هينا ... وكان لديه الحمد أعلا وأكسبا
رأت جوده سحب السماء فأيقنت ... بأن نداه كان أغلا وأغلبا
وإن هز في يوم الوغى سمهريه ... فليس لمن يبغي من الموت مهربا
وأسد الشرى تخشى مواقع بطشه ... ففي يده اليمنى المنية والحبا
ضحوك إذا استمطرت هاطل جوده ... وإن هب ريح الحرب حياه مرحبا
إذا نشرت يوماً دواوين مدحه ... أذاعت لنا عطراً من المسك أطيبا
أرق من الراح الشمول شمائلاً ... ولطفاً ولكن زاد عن نسمة الصبا
به قد غدا حمدي بهيجاً ومدحه ... لدي غدا من نغمة العود أطربا
بمالي وأهلي أفتديه ومهجتي ... وإن لامني اللاحي العذول وأنبا
لأني به قد نلت كل مآربي ... ولست سواه أرتجي العمر مطلبا
فيا سيداً ساد الأنام بسؤدد ... ويا جيداً في جوده الدهر أطنبا
تهن بما ترجو ودم في سيادة ... تكون لمن والاك عزاً ومنصبا
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1448