اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1449
فلا زلت في أثواب سعدك رافلاً ... وشانيك ما دام الزمان مخيبا
وأبشر بعام عمه منك نفحة ... يضوع لها نشر القرنفل والربا
وحينما وقفت لديه، وتلوتها بين يديه، هش وبش وقابلني بسروره، وأفرغ علي حلة حبوره، وحباني من نعمه، وأولاني ما يدل على مزيد كرمه، ولم أزل عنده في دار السعادة متقلباً على فرش السعادة، فائزاً بكل مطلوب، حائزاً على كل مرغوب، ولما كمل لي في ضيافته عام، وما كأنه إلا لحظة أو منام، أذن لي بالسفر إلى الوطن والأهل، فأخذت في تهيئة الأسباب على مهل. ثم ودعته بعد أن أودعته قلبي، وفارقته وقد فارقني صبري ولبي:
لأصبر كرها لا احتمالاً فربما ... صروف الليالي مسعدات بأسعد
وأبعث أنفاسي إذا هبت الصبا ... تروح بتسليم عليه وتغتدي
ولم أبرح بحمد الله موصولاً بصلاته، ممتعاً بجميل نعمه وهباته، مسعوداً بحسن شمائله، مقصوداً بشريف كتبه ورسائله، أطال الله مدته وعمره، ورفع في الدارين حضرته وقدره، وأناله كل منى، وقصر أيامه ولياليه على السرور والهنا، وأهلك حاسده وضده وجعل السعد خادمه وعبده. هذا وإنني لم أزل أقابل بره الدائم بالثناء الجميل، وأصرف مدة العمر عليه بالدعاء الجليل.
وغاية جهد أمثالي ثناء ... يدوم مدى الليالي مع دعاء
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1449