اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه المؤلف : آل بوطامي، أحمد بن حجر الجزء : 1 صفحة : 59
إليك لمكاني من نبيك, وهذه أيدينا إليك بالذنوب, ونواصينا إليك بالتوبة, فاسقنا الغيث "فأرخت كالجبال"
وتعلم علما لا يرقى إليه شك أنه كان قصدهم التوسل بدعاء العباس لا بذاته, إذ لو كان قصدهم ذات العباس, لكان ذات النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم وأقرب إلى الله من ذات العباس بلا شك ولا ريب.
فنستفيد من الأحاديث المارة في الاستسقاء أن عملية الاستسقاء مؤلفة من عنصرين:
طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره ممن يتوسم معه الصلاح.
الدعاء: ولعلك تقول لم وقع اختيار عمر والصحابة على العباس مع أن في الصحابة من يفوق العباس سابقة وفضلا وصلاحا؟
فالجواب: كان اختيارهم له لكونه أقرب الصحابة نسبا إلى رسول الله, ولهذا قال العباس في دعائه: وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك.
قف على حديث الجارية التي كانت تصرع
في صحيح البخاري أن امرأة كانت صرع فتتكشف فأتت النبي تسأله يدعو الله لشفائها, فنصحها بالبقاء على حالها فقالت إذا: ادع الله أن لا اتكشف فدعا لها, ولو كان التوسل به جائزا لأرشدها إلى أن تتوسل به, كأن تدعو "اللهم إني أسألك بجاه محمد أو بجاه الرسول أن تعافيني من الصرع" وحيث لم يرشدها إلى ذلك دل على عدم جواز التوسل, وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وما عهد من الرسول ولا من الرسل أن يقولوا للناس اسألونا نسأل الله لكم كشف عاهاتكم, بل كان عليه السلام لا يرضى من كثرة السؤال ويرغب في الصبر من جاء من أهل الاعتلال يسأله كشف دائه, وينصح له أن يحتسب
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه المؤلف : آل بوطامي، أحمد بن حجر الجزء : 1 صفحة : 59