اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه المؤلف : آل بوطامي، أحمد بن حجر الجزء : 1 صفحة : 58
ويدعونهم إلى صراط معوج غير مستقيم, لأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله يغيثنا, ثم ماذا قال رسول الله عندما سأله الأعرابي: قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا الخ الحديث.
وفي الجمعة الثانية لما استمر المطر دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة الماضية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فادع الله أن يمسكها عنا, فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا. .الخ الحديث.
فمن هنا نعلم أن توسل المسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم هو طلب المسلمين منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم, ولم يقولوا نتوسل إلى الله بذاتك أو بجاهك أو بمقامك يا رسول الله.
ثم إن عدول عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن نتوسل به بعد موته إلى عمه العباس, لدليل واضح أنه لا يجوز طلب الدعاء من الميت ولو كان رسولا كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا قد يقول قائل: عدلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العباس بن عبد المطلب لبيان جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم.
ونجيبهم بأمرين: الأول: إن كان قصدهم بغير النبي بدعائه كأن يطلبوا من رجل صالح في علم وتقى أن يدعو لهم للاستسقاء أو لغيره, فنحن قائلون به ولا خلاف بيننا إذن.
الثاني: وإن كان يريدون لبيان جواز التوسل بذات المخلوق الصالح غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بذوات الأنبياء والرسل والملائكة.
فالجواب: أن التوسل بهم ممنوع فضلا عن غيرهم, وإن كانوا يريدون بالدعاء فقد سبق البيان.
وقد دل على ما قلناه من طلب الدعاء أن عمر بن الخطاب قال للعباس بعد ما قال ما سلف في الحديث: ادع يا عباس, فرفع العباس يديه وقال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذهب, ولم يكشف إلا بتوبة, وقد توجه القوم بي
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه المؤلف : آل بوطامي، أحمد بن حجر الجزء : 1 صفحة : 58