اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 117
بالنصوص واثبات الاستواء لله على منهج أهل السنة الذين أثبتوا جميع أسماء الرب وصفاته من الإيمان باللفظ وإثبات الحقيقة ونفي علم الكيفية، وفي هذا المعنى تدور تفاسير السلف، قال الباري في صحيحه قال مجاهد: استوى على العرش (علا) وقال ابن راهويه سمعت غير واحد من المفسرين يقولون (الرحمن على العرش استوى) أي ارتفع وقال محمد بن جرير في قوله (الرحمن على العرش استوى) أي علا وارتفع [1] .
فابن عبد الوهاب برفض تعريف الاستواء (2) بمعنى الاستيلاء وتمسك بمنهج أهل السنة واثبت الاستواء كما ورد في نصوص الذكر الحكيم وما جاء في السنة وذهب إليه المفسرون والعلماء ويتمسك بقوله تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [3] وبقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [4] . [1] الكواشف الجلية عن معاني الواسطية 195-196. [1] ويقول القرطبي: الاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار ويذهب إلى نفس التفسير ابن الجوزي في كتابه " زاد الميسر" ما قاله ابن الاعرابي أن العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى ومن قال ذلك فقد أعظم وإنما يقول استولى فلان على كذا إذا كان بعيدا عنه غير متمكن منه ثم تمكن منه، والله عز وجل لم يزل مستوليا على ألأشياء ويذهب إلى ذلك ابن فارس اللغوي. ويندد ابن تيمية بالفريق الذي يفسر الاستواء بمعنى الاستيلاء لأنه لا يقال استولى على الشيء إلا لمن له مضاد فيقال لمن غلب المضادين استولى عليه والله تعالى لا مضاد له، والذين أولوا الاستواء بالاستيلاء هم متأخرو النجاة ممن سلك طريق الجهمية والمعتزلة والذين قالوا ذلك لم يقولوه نقلا وإنما قالوه استنباطا وحملا منهم للفظة استوى على استولى، واستدلوا بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق
وهذا البيت محرف وإنما هو هكذا:
" قد استولى بشر على العراق"
أما ابن القيم فيقول في موضوع الاستواء كلام جيد في كتابه " مدارج السالكين،" ما نصه:" إن الربوبية المحضة تقتضي مباينة الرب للعالم بالذات، كما باينهم بالربوبية، والصفات والأفعال فمن لم يثبت ربا مباينا للعالم فما أثبت ربا: فإنه إذا نفى المباينة لزمه أحد أمرين لزوما لا انفكاك له عنه البتة, أما أن يكون نفس العالم، وحينئذ يصح قوله، فإن العالم لا يباين ذاته ونفسه ومن ههنا دخل أصل الوحدة وكانوا معطلة أولا، واتحادية ثانيا، وأما أن يقول ما ثم رب " يكون مباينا ولا محايثا، ولا داخلا ولا خارجا، كما قلته الدهرية المعطلة للصانع، وهذا نفي للصانع مطلقاً" [3] فاطر: 10 [4] الأنعام: 18
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 117