اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 139
يضرب هذا ويجأ[1] هذا ويتلتل هذا, ويقول: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله؟! ثم قال علي: نشدتكم بالله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ قال: فسكت القوم, فقال: ألا تجيبون؟ والله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون؛ مؤمن آل فرعون رجل كتم إيمانه وأبو بكر رجل أعلن إيمانه. خرجه ابن السمان في كتاب الموافقة, وصاحب الفضائل.
"شرح" العريش والعرش أيضًا: ما يستظل به, تلتله أي: زعزعه وحركه وأقلقه, يجأ: يضرب يقال: وجأه بالسكين أي: ضربه بها, ونشدتكم بالله أي: سألتكم به كأنه يذكره بالله, وينشد أي: يذكر ومما يناسب ذكره بعد هذا ذكر ما اشتهر عنه من شدة بأسه وثبوته عند الحوادث حتى شهد له علي -رضي الله عنه- بأنه أشجع الناس كما تقدم آنفًا, وأنه مثبت القلب فيما رواه أبو شريحة قال: سمعت عليا على المنبر يقول: إن أبا بكر مثبت القلب. خرجه في الصفوة, وصاحب الفضائل فمن ذلك:
ذكر شدة بأسه وثبوته يوم بدر, فيه ما تقدم في الذكر قبله:
وعن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم بدر, وهو في قبة له: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك, اللهم إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم" فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله, قد ألححت على ربك, فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول[2]: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ, بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} خرجه البخاري.
وعنه قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وسبعة عشر رجلًا قال: [1] ويطعن: ويضرب, كما شرح هذا اللفظ المؤلف، وسيأتي. [2] يذكر تاليا قول الله تعالى المذكور.
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 139