اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 131
ذكر اختصاصه بمواساة النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه وماله وأنه لا ظلمة على باب قلبه:
عن المقدام بن معد يكرب قال: استب عقيل بن أبي طالب وأبو بكر فأعرض أبو بكر عنه لقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه شكاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- في الناس فقال: "ألا تدعون لي صاحبي ما شأنكم وشأنه والله ما منكم رجل إلا على باب قلبه ظلمة إلا قلب أبي بكر فإنه على بابه النور والله لقد قلتم كذب وقال: أبو بكر صدق وأمسكتم الأموال وجاد لي بماله وخذلتموني وواساني بنفسه". خرجه صاحب الفضائل. وهو مروي لنا عن أبي القاسم عبد الرحمن السبط عن جده الحافظ السلفي بسنده وفيه "ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر".
وعن أبي الدرداء قال: كنت جالسًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما صاحبكم فقد غامر فسلم ثم قال: إني كان بيني وبين عمر بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فقال: أثم هو قالوا لا فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل وجه النبي يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله أنا كنت أظلم مرتين فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن الله بعثني إليكم فقلتم كذب وقال: أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركون لي صاحبي مرتين فما أوذي" بعدها انفرد البخاري بإخراجه.
"شرح" -غامر- أي سبق بالخير قاله أبو عبيد وأصله المباطشة في القتال تقول غامرته أي باطشته فقاتلته وتمعر أي تغير جثى على ركبتيه اعتمد عليهما تقول جثا يجثو ويجثي جثوًا وجثيًا.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر أخي في
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 131