responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 407
قالت لها: إنك تحملينني عناء بهذا الفكر.
فقالت: (كلا إنني لم أقصد ذلك وإنما أنت التي تحملين نفسك عناء فلا أخفي عنك إنني سأدعى إلى ذلك الزفاف ولكنني إذا رأيت أنه سيطول الأجل علي الذهاب إليه فإنني أستغني عن ذلك.
فقال السيدة "ص": كأنما تعنيني بما تقولين أنك لا تحبين أن تكتسي في الأفراح على مقتضى أصول الزي.
قالت: لا، لا أقصد ذلك وإنما متى أردت أن أصنع ثوباً آخذ القماش إلى الخياطة وأطلب منها أن تصنع لي ثوباً من آخر زي، وعند الحاجة أكتسي بهذا الثوب.
قالت: فإذا بطل زي الثوب التي تكونين لم تكتسي به فماذا تصنعين؟.
قالت لها: أنادي الخياطة وأطلب منها أن تحوله إلى الزي الجديد.
قالت: لا أعترض على ذلك وإنما أخبرك أنني أنفقت على هذه الأثواب خمساً وثلاثين ليرة، والنظر إلى التغيير الذي طرأ على كسمه أصبح يحتاج إلى خمس أو ستة أذرع من القماش. آخر ومعلوم أن القماش العاطل لا يصلح أن يضاف على الجيد وأقل ثمن ذراع القماش فهو من نصف ليرة إلى ثلاث ليرات ويلزمه خمسة عشر ذراعا من التخريم فإذا كان الذراع بخمسين غرشا بلغ ثمن الأذرع سبعمائة وخمسين غرشا , وإذا أضيفت إليه أجرة الخياطة وهي ثلاث ليرات كان المجموع ثلاث عشرة ليرة ونصفا, ثم إن الخياطة لا بد أن تضيف إلى ذلك لا أقل من ليرتين بحجة أنها أنفقت على بعض اللوازم الطفيفة فتصبح النفقات خمس عشرة ليرة ونصفا, أليس إن هذه القيمة تكون قد ذهبت جزافا؟ قالت السيدة "ن": إذن ما تقولين عن الخمس والثلاثين ليرة الأولى ألم تذهب جزافا أيضا؟ قالت: لسنا نجول عراة, كما لا يخفى.
قالت السيدة "ن": لا أقول يجب أن نكون عراة الأبدان ولست أتأسف على الدراهم التي تنفق في مشتري الأقمشة وإنما أتأسف على الأموال التي تصرف في سبيل التخاريم وما ماثل ذلك من الزوائد والأطراف, وعلى القيم التي تدفع للخياطة لأنها تكاد توازي نصف الخمس والثلاثين ليرة.
قالت السيدة "ص": ما العمل هل يمكننا أن نلبس القماش كما هو ألست أنت تخيطين أثوابك أيضا ثم تلبسينها؟ قالت لها: لقد أتيت بشيء يمنع ضرر الأزياء في الوقت الحاضر فإنني فصلت ثوبا على الزي التركي من القماش الثقيل لا يضيق ولا يحتاج إلى الإبدال والتغيير, وجعلته بسيطا لا زخرفة فيه, ولا زوائد وقد اقتصدت من إهمال التكاليف وزوائد عدة الأثواب, واشتريت قطعة من الماس البرلنتي بحيث إنني متى رغبت في بيعها لا أخسر من ثمنها شيئا بمثلها وبما ماثلها. قالت السيدة "ص": ستكونين بمعزل عن العالم! قالت لها: أنا لا أقول إنه يجب على الجميع أن يكتسوا بمثل كسوتي ولكن لو اكتسيت بالثوب الذي تغير زيه الأول لعرضت نفسي للهزء والسخرية.
فقلت للسيدة "ص": إن ذلك ليدهش كثيرا ولست بمنفردة فيه بل إن الأوربيات أنفسهم يرينه غريبا

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست