اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 361
أكل التراب محاسني فنسيتكم ... وحجبت عن أهل وعن أترابي
فعليكم مني السلام تقطعت ... مني ومنكم خلة الأحباب
وأما أولادها: فالحس والحسين والمحسن، وهذا مات صغيرا وأم كلثوم وزينب وزاد الليث بن سعد رقية وماتت صغيرة لم تبلغ. ولم يتزوج علي على فاطمة، وكانت أول أزواجه عليهما السلام ونفعنا الله بهما آمين.
فاطمة ابنة الحسين
ابن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - أمها أم إسحاق التميمية بنت طلحة بن عبيد الله وتزوج فاطمة ابن عمها حسن بن الحسن السبط فولدت عبد الله ويلقب بالمحض، وإنما سمي بالمحض لمكانه من الحسنين وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له: لم صرتم أفضل الناس؟ فقال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد، وولدت صاحبة الترجمة للحسن المثنى إبراهيم القمر والحسن المثلث وكل منهم له عقب ومات المحض هو وإخوته في سجن المنصور العباسي، وكان موتهم سنة 145 هجري ثم مات عنها الحسن المثنى فتزوجها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.
وفي (الأغاني) : خطب الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب إلى عمه الحسين فقال: يا ابن أخي قد كنت أنتظر هذا منك انطلق معي فخرج به حتى أدخله منزله فخيره في ابنتيه فاطمة وسكينة فاستحى فقال له: قد اخترت لك فاطمة بنتي فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكانت تشبه الحور العين لجمالها - ولما مات الحسن المثنى ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين على قبره فسطاطا، وكانت تقول الليل وتصوم النهار.
فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: إذا أظلم الليل قوضوا هذا الفسطاط، فلكا أظلم الليل وقوضوه سمعت قائلا يقول: هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا، ولما مات الحسن خرج بعد الله بن عمرو في جنازته فنظر إلى فاطمة حاسرة تضرب وجهها، فأرسل يقول لها: إن لنا في وجهك حاجة فارفقي به فاستحيت، وعرف ذلك منها، وخمرت وجهها، فلما حلت أرسل إليها يخطبها، فقالت: كيف بأيماني؟ وكانت قد حلفت لزوجها أن لا تتزوج بعده فأرسل إليها يقول لها: لك بكل مملوك مملوكان وعن كل شيء شيئان، فعوضها عن يمينها فنكحته وولدت له محمدا والقاسم، وكان عبد الله بن الحسن ولدها يقول: ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو أحدا ولا أحببت حب ابنه محمد أحدا.
وكانت فاطمة كريمة الأخلاق حسنة الأعراق. قيل: إنه لما جهز يزيد أهل البيت إلى المدينة بعد قتل الحسين أرسل معهم رجلا أمينا من أهلا لشام في خيل سيرها، وصحبتهم إلى أن دخلوا المدينة فقالت فاطمة بنت الحسين لأختها سكينة: قد أحسن هذا الرجل إلينا فهل لك أن تصليه بشيء؟ فقالت: والله ما معنا ما نصله به إلا ما كان من هذا الحلي. قالت: فافعلي. فأخرجت له سوارين ودملجين وبعثتا إليه بهما، فردهما وقال: لو كان الذي صنعته رغبة فيا لدنيا لكان في هذا كفاية، ولكني والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت فاطمة أكبر سنا من أختها سكينة. قال صاحب (نور الأبصار) عن القطب الشعراني: إن السيدة فاطمة النبوية بنت الإمام الحسين السبط مدفونة بالدرب الأحمر بمصر.
وقال الشيخ عبد الرحمن الأجهوري الكبير: إن السيدة فاطمة النبوية مدفونة خلف الدرب الأحمر في زقاق يعرف بزقاق فاطمة النبوية في مسجد جليل ومقامها عظيم وعليه المهابة والجلال.
وفي رحلة ابن بطوطة بعد الكلام على غزة ما نصه: (وبالقرب من هذا المسجد مغارة فيها قبر فاطمة بنت
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 361