اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 318
تذكر الدهر عادات له سلفت ... وقد نسوها بحانات الخلاعات
ورد دهري سهام الحقد صائبة ... إليهم فغدوا في شر حالات
فما استطابوا أمانيهم ولا قنصوا ... حتى استوينا بكهف الاعتكافات
قال الدهاة سهام الدهر قد وقعت ... من ذلك الجمع في كشح وليات
فقلت أنعم به من حاذق فطن ... وإنه لحقيق بالعدالات
ظنوا الزمان أباح السعد طالعهم ... وأنه اختص نجمي بالنحوسات
والصبر أشهدني ما كنت أغبطهم ... عليه عاد اعتبارا في البرات
فلا يهولنك حرمان بليت به ... ولا يغرك إقبال غدا آتي
كلاهما والذي أنشأك من علق ... يفنى ويعدم في بعض اللميحات
أين الملوك الألي كانت أوامرهم ... محدودة كسيوف مشرفيات
تمحى وتثبت ما رامت وما رفضت ... بين الأنام بأقوال سميات
قد أحكم الدهر مر ما هم فما لبثوا ... حتى انطووا في الثرى طي السجلات
فكم مضى عزمهم في عز سطوتم ... فولا وفعلا بتسديد الرياسات
وكم سرى في الورى منشور سلطتهم ... شرقا وغربا بأنواع السياسات
يؤب بالعجز أقواهم إذا ألم ... به ألم ويبدي شر حسرات
يلوذ ضعفا بأذيال الطبيب وما ... يغني الطبيب لدى فتك المنيات
وكم لفقد عزيز منهم سكبت ... مدامع بالنعما مصونات
وطالما أحرقت حسراتهم كبدا ... تضعضعت منه أركان الشهامات
فلا تقل لي متاع وهو عارية ... واليأس عندي راحات استراحاتي
وقد بسطت أكف الذل ضارعة ... لخالق الخلق جبار السموات
وبت أدعو عليم السر قائلة ... يا غافر الذنب جد لي باستجاباتي
يا كاشف الضر عن أيوب مرحمة ... حين استغاثك من مس المضرات
وصاحب الحوت قد أنجيته كرما ... لما دعا بابتهال في الضراعات
أنقذته يا إله العرش من ظلم ... لظلمه النفس لاقته باعنات
وابيضت العين من يعقوب وانسكبت ... حزنا على يوسف في فيض عبرات
ومذ شكا البث للرحمن عاد له ... نور العيون قرينا بالمسرات
ويوسف السيد الصديق حين دعا ... في ظلمة السجن من أسنى العنايات
ومذ علمت بإخلاص الخليل غدا ... والنار من حوله في روض جناتي
عادت سلاما وبردا بعدما اشتعلت ... ولم يفه من يقين بالشكايات
وقد رفعت يمين الذل داعية ... إليك يا رب أرجو غفر زلاتي
ربي إلهي معبودي وملتجئي ... إليك أرفع بثي وابتهالاتي
قد ضرني طعن حسادي وأنت ترى ... ظلمي وعلمك يغني عن سؤالاتي
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 318