اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 128
قال اشتكتك وقالت ما ابتليت به ... أراه من حيثما أقبلت في إثري
ويعمل الطرف نحوي إن مررت به ... حتى ليخجلني من حدة النظر
وإن وقفت له كيما يكلمني ... في الموضع الخلو لم ينطق من الحصر
مازال يفعل بي هذا ويدمنه ... حتى لقد صار من همي ومن وطري
وقيل: أرسلت جنان تقول لأبي نواس: قد شهرتني فاقطع زيارتك عني أياماً لينقطع بعض القالة، ففعل وكتب إليها:
إنا اهتجرنا إذ فطنوا ... وبيننا حين نلتقي حسن
ندافع الأمر وهو مقتبل ... فشب حتى عليه قد مرنوا
فليس يقذى عيناً معاينة ... له وما إن تمجه أذن
ويح ثقيف ماذا يضرهم ... لو كان في ديارهم سكن
أريب ما بيننا الحديث فإن ... زدنا فزيدوا فما لذا ثمن
وقيل: كتب إليها من بغداد:
كفى حزناً أن لا أرى وجه حيلة ... أزور بها الأحباب في حكمان
وأقسم لولا أن تنال معاشر ... جناناً بما لا أشتهي لجنان
لأصبحت منها داني الدار لاصقاً ... ولكن ما أخشى فديت عداني
فوا حزناً حزناً يؤدي إلى الردى ... فأصبح مأسوراً بكل لسان
أراني انقضت أيام وصلي ... منكم وآذن فيكم بالوداع زماني
وقيل: بلغه أن امرأة ذكرت لجنان عشقه لها، فشتمته جنان وتنقصته وذكرته أقبح الذكر، فقال في ذلك:
وا بأبي من إذا ذكرت له ... وطول وجدي به تنقصني
لو سألوه عن وجه حجته ... في سبه لي لقال يعشقني
نعم إلى الحشر والتنادي نعم ... أعشقه أو ألف في كفني
أصيح جهراً لا استسر به ... عنفني فيه من يعنفني
يا معشر الناس فاسمعوه وعوا ... إن جناناً صديقة الحسن
فبلغها ذلك فهجرته وأطالت هجره، فرآها ليلة في منامه وأنها قد صالحته فكتب لها:
إذا التقى في النوم طيفانا ... عاد لنا الوصل كما كانا
يا قرة العين فما بالنا ... نشقى ويلتذ خيالانا
لو شئت إذا أحسنت لي في الكرى ... أتممت إحسانك يقظانا
يا عاشقين اصطلحا في الكرى ... وأصبحا غضبى وغضبانا
كذلك الأحلام غدارة ... وربما تصدق أحيانا
وقيل: رآها يوماً في ديار ثقيف فقابلته بما كره، فغضب وهجرها مدة فأرسلت إليه تصالحه، فرده ولم يصالحها، فرآها في النوم تطلب صلحه فقال:
دست له طيفها كيما تصالحه ... في النوم حين تأبى الصلح يقظانا
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 128