responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 78
وكان الروم بالقسطنطينية فد بلغهم مسير زهير ومعه الجيش كله من "برقة" إلى "القيروان" لقتال كسيلة، فاغتنموا الفرصة وخرجوا من جزيرة "صقلية" في مراكب كثيرة وقوة عظيمة فأغاروا على "برقة"، وأصابوا فيها سبيا كثيرا وقتلوا ونهبوا، وأقاموا بها مدة أربعين يوما[1]. وقد وافق ذلك رجوع زهير إلى المشرق فأخبر بخبرهم، فأمر العساكر بالإسراع والجد في قتالهم، وعجل هو بالمسير ومعه سبعون من أصحابه أكثرهم من التابعين وأشراف العرب المجاهدين، وعندما علم الروم بقدومه أخذوا في الاستعداد للرحيل عن "برقة"، وفي الوقت الذي وصل "زهير" فيه إلى ساحل مدينة "درنة" -التي اتخذها الروم مركز لهم- كان الروم يدخلون سباياهم من نساء المسلمين وذراريهم إلى المراكب. قال ابن الأثير: "فلما رآه المسلمون استغاثوا به فلم يمكنه الرجوع، وباشر القتال، واشتد الأمر، وعظم الخطب، وتكاثر الروم عليهم، فقلتوا زهيرا وأصحابه، ولم ينج منهم أحد، وعاد الروم بما غنموا من القسطنطينية"[2].
وهكذا أصيب المسلمون بكارثة ثانية في "إفريقية"، ووصلت أنباء مقتل زهير وأصحابه إلى "دمشق"، فكان لها رنة حزن عميقة، وتوقف الفتح مرة أخرى عدة سنوات، وكان لا بد من مواجهة حاسمة بعد أن طال الأمر كثيرا.

[1] د. سعد زغلول: تاريخ المغرب العربي "ج1 ص176".
[2] الكامل "3/ 453-454".
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست