responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 77
تاركا الخلافة لابنه عبد الملك الذي ورث واقعا سياسيا مرهقا عمل بمهارة فائقة وجهد دؤوب على تعديله. وبعد أن هدأت الأحوال شيئا فشيئا ابتداء من "68هـ/ 687م" وثبتت الخلافة الأموية لعبد الملك اتسع أمامه الوقت ليقوم بعمل عسكري لاستعادة القيروان والمغرب.
وكان زهير بن قيس -الذي انسحب بالمسلمين من "القيروان" بعد مقتل عقبة- لا يزال منتظرا في "برقة" إلى أن تأتيه الإمدادات لكي ينهض إلى "إفريقية" من جديد. ونظرا لأنه "صاحب عقبة، وهو مثله دينا وعقل، وأعلم الناس بسيرته وتدبيره، وأولاهم بطلب دمه" -كما تقول الرواية[1]- فقد وقع الاختيار عليه ليقود الحملة العسكرية الجديدة، وأمده الخليفة عبد الملك بالخيل والرجال والعتاد والمال.
سار زهير بن قيس بجيشه إلى "القيران" سنة "69هـ/ 688م"، وكان كسيلة قد تركها هو ومن معها من البربر والروم، واحتمى بالجبل على مقربة منها، فلما وصل زهير لم يدخل المدينة وإنما أقام بظاهرها ثلاثة أيام، إلى أن استراح الجيش استعدادا للمعركة الكبرى، وفي اليوم الرابع التقى الجمعان بالقرب من القيروان -على مسيرة يوم منها- في معركة لم تعرف "إفريقية" لها مثيلا من قبل؛ إذ فشى القتل في الفريقين "حتى يئس الناس من الحياة" كما يقول الرواة، وما كاد اليوم يشرف على الانتهاء حتى حقق المسلمون نصرا كبيرا، فانهزم البربر والروم، وقتل "كسيلة" وكثير من كبار أصحابه، وطارد المسلمون فلول المنهزمين إلى مسافات بعيدة[2].
عودة زهير إلى "برقة" ومقتله في معركة مع الروم "69هـ/ 688م":
رجع زهير إلى "القيروان" ليرتب أمورها ويصلح من أحوال المسلمين بها. وبعد أن تم له من ذلك ما أراد واطمأن إلى أنه لم يعد هناك خطورة "لخلو البلاد من عدو أو ذي شوكة" أعلن أنه عائد إلى المشرق ومن أراد من أصحابه. ويبدو أنه لم يكن مستريحا للمقام في تلك البلاد، ويفسر الرواة ذلك بأن زهيرا "كان من رؤساء العابدين وأشراف المجاهدين وكبراء الزاهدين، وأنه رأى بإفريقية ملكا عظيما فأبى أن يقيم وقال: إنما قدمت للجهاد، فأخاف أن أميل إلى النيا فأهلك"[3].

[1] البيان المغرب "1/ 31".
[2] البيان المغرب "1/ 32-33"، الكامل "3/ 453".
[3] البيان "1/ 33"، فتوح مصر والمغرب ص"202".
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست