اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 427
ولما وقف عليها، وفرحت قلوب الناس، واطمأنت أهل البلاد، واتفق رأيه مع الأمير بدر الدين الفتاح أن يصنعوا زينة مفتخرة، يراها السلطان والعسكر، وذكروا زينة السلطان الملك الأشرف عند أخذ عكا، وطلب سائر مباشري الأمراء وعرفهم أن مرسوم السلطان برز: يعمل كل أمير قلعة وتزيينها بأفخر ملبوس، ويكون من باب النصر إلى باب السلسلة، وعرفهم أنه متى فرغ شهر رمضان وتأخر عمل ذلك كانت روحه وماله للسلطان، وكتب مراسيم لسائر الأقاليم أنهم لا يدعون في بلاد الأمراء من مغاني العرب ولا من أرباب الملهى أحد إلا ويرسلوه إلى المدينة، وكل أمير في بلده مغاني وتكون في قلعة ذلك الأمير، وطلب ناصر الدين الشيخي متولي المدينة وعرفه أن يأخذ أستادرية الأمراء ويرتب لكل أحد مكاناً ويسلمه إليه، ثم شرع المباشرون في طلب الصناع بحيث أنه نودي على أرباب الصنائع أن أحداً منهم لا يعمل عند أحد وأن أحداً لا يستعمل أحداً منهم حتى يفرغ العمل الذي عينوه، ثم وقع الاهتمام في أمر العمل، وتحسنت معيشة التجار سيما تجارة الخشب والقصب وآلة النجارة، واستعملت الحرافيش بالأجرة، وشرع كل أحد يفتخر بصنعه على غيره من أرباب جنسه، وعملوا قلاعاً حسنة عظيمة، ووضعوا فيها آلات الحرب والحصار وجعلوا فيها من الصور المضحكة والوحوش والخيالة والفرسان، وزين كل أحد قلعته بأفخر ما يقدر عليه من الفصوص واللآلىء والحرير والزركش والأشياء المفتخرة.
وما فرغ شهر رمضان إلاّ وجميع القلاع قد تكامل عملها وزينتها.
وكان أول القلاع على باب النصر، صنعه متولي المدينة، ودخل على النائب بهذا السبب، وصنع فيها من كل شيء من الهزل والجدّ، وعمل حيضاناً برسم السكر والليمون، وعين هنالك مماليك بأيديهم كاسات يسقون الجند والأمراء.
وعند وصول السلطان إلى باب النصر ترجلت أرباب الوظائف، وأول من ترجل على كبر سنه كان الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح، وأخذ السلاح، فطلبه السلطان وسأله أن يركب ويحمل السلاح وهو راكب، فأبى ذلك، وحمل الأمير مبارز الدين الرومي أمير شكار القبة والطير، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار العصاة، والأمير سيف الدين سنجر الجمقدار الدبّوس، ومشت سائر الأمراء في منازلها، وكان كل أمير من أصحاب القلاع بسط شققاً أطلس كل واحد من حد قلعته إلى قلعة صاحبه، وكان السلطان يمشي هوينا والأسراء بين يديه مقيدين، والأرقاب المضروبة معلقة في أرقابهم، ونحو ألف رأس على الأرماح مشتالة، ونحو ألف وستمائة أسير وطبولهم مخرقة في حلوقهم.
وكانت الثانية من القلاع للأمير علاء الدين مغلطاي أمير مجلس، وبعده لابن أيتمش السعدي، ثم للأمير علم الدين الجاولي، ثم للأمير سيف الدين تغريل الأيغاني، ثم للأمير سيف الدين بهادر اليوسفي، ثم للأمير سيف الدين سودي، ثم للأمير بدر الدين بيبلك الخطيري، ثم برلغي، ثم للأمير مبارز الدين أمير شكار، ثم للأمير عز الدين أيبك الخزندار، ثم للأمير شمس الدين سنقر الأعسر، ثم للأمير ركن الدين بيبرس الدوادار، ثم للأمير شمس الدين سنقر الكمالي، ثم للأمير مظهر الدين موسى بن الملك الصالح، ثم للأمير سيف الدين آل ملك، ثم للأمير علم الدين الصوابي، ثم للأمير جمال الدين الطشلاقي، ثم للأمير سيف الدين آدم، ثم للأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة، ثم للأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، ثم للأمير بدر الدين أمير سلاح، ثم للطواشي شهاب الدين مرشد الخزندار على باب المنصورية وبعده للأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار، ثم للأمير عز الدين أيبك البغدادي، ثم لابن الأمير سيف الدين أمير سلاح، ثم للأمير بكتوت الفتاح، ثم تباكر التغريلي، ثم للأمير قلىّ السلحدار، ثم لبكتمر السلحدار، ثم للاجين زيرباج الجاشنكير، ثم لطيبرس الخرداري نقيب الجيش، ثم لبلان طرنا، ثم لسنقر العلائي، ثم لبهاء الدين يعقوبا، ثم للأمير الأبو بكري، ثم لبهادر العزي، وكو كاي بعده، ثم لقرا لاجين، ثم لكراي المنصوري، ثم للأمير جمال الدين الموصلي قتال السبع على باب زويلة، ومنه اتصل القلاع إلى باب السلسلة، وأولها من باب النصر كما ذكرنا، وكانت عدة القلاع سبعين قلعة.
ذكر ما استجد في هذه السنة من الولايات
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 427