اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 398
سلط الدود على أهل يثرب بعد ذلك فأهلكهم، ثم دفنوا في السهل والجبل في ناحية الجوف[1].
غير أن أصحابنا الأخباريين لم يقولوا لنا ماذا فعل النبي الأواب بهذه المائة ألف من عذاري يثرب، فضلا عن السبب في سبيهم، ثم وهل صحيح أن يثرب كان بها في تلك الآونة من القرن العاشر قبل الميلاد مائة ألف من العذاري؟، ثم وهل صحيح كذلك أن الله قد أهل يثرب جميعًا؟ وأخيرًا ماذا فعل هؤلاء الناس ليصب عليهم داود نقمته إلى هذا الحد؟، وهكذا يبدو لنا بوضوح ما في هذه الرواية من بعد عن الصواب.
وهناك فريق ثالث يذهب إلى أن اليهود إنما قدموا إلى بلاد العرب في القرن الثامن قبل الميلاد، بعد سقوط السامرة -عاصمة إسرائيل- في أيد الآشوريين عام 722ق. م[2]، وليس من شك في أن هذا الاتجاه قد تأثر إلى حد كبير بسقوط السامرة في يوم ما من شهر ديسمبر عام 722ق. م[3]، وأن العاهل الآشوري "سرجون الثاني" "722-705ق. م" قد هجر أكثر عناصر السكان أهمية، وربما النبلاء والإغنياء، غير أن التهجير إنما كان -طبقًا لرواية التوراة[4]- إلى "حلج وخابور ومدن مادي"، وحين تكررت العملية في عام 720 أو 715ق. م، فإن العاهل الآشوري قد جاء بقوم من "بابل وكوت وحماة"، ومن سوسة وعيلام، فضلا عن قبائل ثمود "تامود" ومرسيمانو وجبايا، والعرب الذين يعيشون بعيدًا في الصحراء وأسكنهم في السامرة، وذلك رغبة من العاهل الآشوري في كسر التحالفات القديمة في سورية وفلسطين، بإدخال إلى البلاد[5]، وهكذا يبدوا واضحًا أنه [1] وفاء الوفا 1/ 110، خلاصة الوفا ص156، الدرر الثمينة في تاريخ المدينة ص323، جواد علي 4/ 129. [2] A. Guillaume, Islam, 1964, P.11. [3] A.T. Olmstead, In Ajsl, 47, P.262
وكذا A. Leo Oppenheim, In Anet, P.284
وكذا J. Finegan, Op. Cit., P.210
وكذا A.G. Lie, The Inscriptions Of Sargon Ii, Part, I, The Annals, 1929, P.5 [4] ملوك ثان 17: 6. [5] ملوك ثان 17: 1/\-26، عزرا 4: 2، 9 كتابنا "إسرائيل" ص509-512
وكذا A.L. Oppenheim, In Anet, P.260
وكذا S.A. Cook, In Cah. Iii, P.385
وكذا C. Roth, A Short History Of The Jewish People, P.28-9
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 398