responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 399
ليست هناك أية إشارة في التوراة، أو في النصوص الآشورية، إلى تهجير يهود من السامرة إلى يثرب، وإلى غيرها من بلاد العرب، ومن ثم فإن المؤرخين يرفضون هذا الاتجاه.
وهناك فريق رابع يرى أن هجرة اليهود إلى يثرب إنما كانت بعد سقوط اليهودية وتدمير الهيكل في القرن السادس قبل الميلاد، على يد "نبوخذ نصر" في عام 586ق. م -وربما في أغسطس 587ق. م- وإبعاد كثير من اليهود إلى بابل، وهو ما عرف في التاريخ "بالسبي البابلي"[1]، وعندما قتل اليهود "جداليا" نائب نبوخذ نصر في أورشليم[2]، أدركوا مدى الكارثة الت حلت بهم، وخوفا من انتقام العاهل البابلي، فقد كان الهروب إلى مصر هو سبيل النجاة الوحيد أمامهم، ونقرأ في التوراة "فقام جميع الشعب من الصغير إلى الكبير ورؤساء الجيوش وجاءوا إلى مصر، لأنهم خافوا من الكلدانيين"[3]، ومرة أخرى ليس في هذه الأحداث إشارة إلى هروب يهود إلى يثرب، كما تذهب الروايات العربية[4].
على أنه في هذه الاضطرابات، لا يمكنا القول إن مصر كانت هي سبيل النجاة الوحيد أمام اليهود -كما تقول التوراة- ومن ثم فربما فر فريق من يهود إلى بلاد العرب، وإن كنا لا نستطيع -بحال من الأحوال- أن نقول أنهم قد ذهبوا إلى يثرب بالذات، ولعل الذهاب إلى تيماء وإلى وادي القرى ومجاوراتهما، ربما كان أقرب إلى الصواب من الذهاب بعيدًا إلى يثرب؛ ذلك لأن الطريق إلى الحجاز لم يكن مقفلا أمام يهود في تلك الفترة، بخاصة وأن اليهود كانوا هاربين من فلسطين، يبحثون عن ملجأ يقيهم شر العذاب الذي يمكن أن يصبه عليهم العاهل البابلي، والحجاز أقرب المناطق إلى فلسطين، كما أن وجود بعضًا من يهود على طرق التجارة بين جنوب بلاد العرب وشمالها فيما بعد في العصر الروماني، قد يدعم الرأي القائل

[1] تاريخ الطبري 1/ 539، أبو الفداء 1/ 133، الأغاني 19/ 94، الروض الأنف 2/ 16، إسرائيل ولفنسون: المرجع السابق ص6.
وكذا E. Dozy, Op. Cit., P.135. وكذا A. Guillaume, Op. Cit., P.11
[2] إرمياء 41: 1-18، زكريا 7: 5.
[3] ملوك ثان 25: 26.
[4] وفاء الوفا 1/ 112، تاريخ ابن خلدون 2/ 107.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست