responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 397
الإسرائيليين -فيما يرى البعض- قد خلعوا طاعة داود وانضموا إلى ولده "أبشالوم"، وأن النبي الكريم قد لجأ إلى أطراف الشام، ثم لحق بخيبر وما إليها من بلاد الحجاز، ثم أعد العدة لاستعادة ملكه فحارب ولده وانتصر عليه، ثم انتهى الأمر بقتل أبشالوم على يد "يؤاب" قائد جيش داود، فضلا عن قتل عشرين ألفا من بني إسرائيل[1]، ولعل "دوزي" يتجه نفس الاتجاه، وإن رأي أن الأمر كان ممثلا في هجرة سبط شمعون قبيل أيام داود[2]، ومن ثم فالهجرة لا علاقة لها بداود -الأمر الذي ناقشناه من قبل.
وعلى أي حال، فإن رواية الإخباريين الآنفة الذكر، لا تعدوا أن تكون تحريفًا لأحداث جاءت في التوراة، حيث تروى أن أخريات أيام داود قد تميزت بعدة ثورات، امتدت حتى إلى أهل بيته، ومنها ثورة ولده أبشالوم الذي نجح في أن يضم إليه قبائل إسرائيل الثائرة ضد أبيه، دون سبب ندريه على وجه اليقين، ثم تمكن أبشالوم من خلع أبيه، وتنصيب نفسه ملكًا على إسرائيل في مكانه، مما اضطر داود إلى أن يذهب إلى "محانيم" في شرق الأردن، حتى لا يفاجأ بأبشالوم وأتباعه داود إلى أن يذهب إلى "محانيم" في شرق الأردن، حتى لا يفاجأ بأبشالوم وأتباعه في أورشليم، إلا أن تصرفات أبشالوم المخزية مكنت داود من استعادة ولاء بعض القبائل الإسرائيلية القوية، والانتصار على أبشالوم وقتله كذلك، على الرغم من أوامر داود الصريحة لجنوده بعدم قتله، مما أدى إلى حزن داود المرير على ولده[3].
وهكذا يبدو واضحًا أن الإخباريين لم يفعلوا أكثر من نقل القصة التي روتها التوراة، وإن غيروا فيها بما يجعل اليهود يصلون إلى بلاد العرب على أيام داود عليه السلام، بل إن هناك من يذهب به الخيال إلى أن يرى أن داود قد غزا يثرب، وكان يسكنها صلع وفالج، وأنه قد أخذ من سكانها مائة ألف عذراء، وان الله قد

[1] تاريخ ابن خلدون 2/ 97، وفاء الوفا 1/ 110-111-112، خلاصة الوفا ص157.
[2] R. Dozy, Op. Cit., P.40-48
[3] صموئيل ثان 13: 1-18: 33، ف. ب. ماير: حياة داود ص262
وكذا M. Noth, Op. Cit., P.201-202
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست