responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 396
ثمين غال مما يملكون، وهنا يغضب "يهوه" رب إسرائيل، فيتراءى لصموئيل النبي، معلنا أنه قد "ندم على أن جعل شاؤل ملكًا" لأنه خالف أمره، فلم يقض على عماليق وما يملكون، وكانت النتيجة أن ذبح ملك العماليق في الجلجال، ورفعت بركة رب إسرائيل عن شاول، وأعطيت لواحد من يهود من غير بيت شاؤل[1].
ولا ريب في أن أقاصيص التوراة هذه ليس لها ظل من حقيقة، وإنما هي روايات سجلها يهود الأسر البابلي "586-539ق. م"، وبعد حدوثها بقرون وقرون، ولعل في بعد الشقة ما بين وقوع الأحداث وتسجيلها ما يشفع في هذا الخلط العجيب، بل ما يشفع في المغالات والتفاخر بما ارتكبت يهود من مجازر، لم يكن لها من أساس إلا في أذهان مؤلفيها، الذين شهدوا بربرية الآشوريين والبابليين، فخيل إليهم أن أسلافهم مارسوا نفس اللون من القهر والإذلال[2].
ويبقى بعد ذلك سؤالنا: متى أتى اليهود إلى يثرب؟
في الواقع إن الآراء متضاربة في هذا الأمر إلى درجة أننا لا نستطيع التوفيق بينهما، إذ تذهب بعض الآراء إلى أن ذلك إنما حدث في القرن الثالث عشر ق. م[3]، بينما تذهب آراء أخرى إلى أنه إنما كان في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد[4]، والفرق بينهما جد شاسع، قد يصل إلى حوالي أربعة عشر قرنًا، ومن هنا كانت الصعوبة في التوفيق بين هذه الآراء المختلفة أحيانًا، والمتضاربة أحيانًا أخرى.
لقد رأينا من قبل كيف أن بعض الروايات إنما تذهب إلى وجود اليهود في يثرب، إنما كان منذ أيام موسى عليه السلام، ورأينا كذلك كيف أن هذه الروايات لا تستطيع حتى أن تقف على قدميها، ومن ثم فإننا نتجه إلى رواية أخرى، تذهب إلى أن اليهود إنما قدموا على أيام داود عليه السلام "1000-960"[5]، ذلك أن

[1] التوراة: سفر صموئيل الأول 15: 1-35.
[2] نجيب ميخائيل: مصر والشرق الأدني القديم 3/ 322.
[3] وفاء الوفا 1/ 107، 111، الروض الأنف 2/ 16، أبو الفداء 1/ 123، ياقوت 5/ 84، ابن خلدون 2/ 87-88 "القسم الأول" 2/ 286-287 "القسم الثاني" الأغاني 3/ 116، 19/ 94.
[4] Josephus, The Jewish War, Ii, 18, 1, 3-4
وكذا Ic, Iii, P.170. وكذا O'leary, Op. Cit., 173
[5] هناك اتجاهات مختلفة لفترة حكم داود، فهي في الفترة "1010-955ق. م" أو "1004-963ق. م" أو "1000-960ق. م" أو "975-963ق. م" أو "1012-972ق. م": انظر: فيليب حتى: المرجع السابق ص203، وكذا W.F. Albright, Op. Cit., P.120-122
وكذا I. Epstein, Op. Cit., P.35 وكذا G. Roux, Op. Cit., P.454
وكذا Historical Atlas Of The Holy Land, P.81
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست