responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 395
بل إن هناك من يذهب إلى أن الخروج إنما كان في حوالي عام 1575ق. م[1]، طبقًا للآراء التي تربط بين اليهود والهكسوس[2].
ولعل سؤال البداهة الآن: إذن ما هو أصل هذه الروايات التي جعلت موسى عليه السلام يرسل جيشا إلى المدينة المنورة يقضي على سكانها؟ ومن أين جاء بها الأخباريون؟.
والرأي عندي أن مصدرها التوراة، وأنها وصلت إلى الإخباريين محرفة حتى، ثم افترض بعد ذلك مصدرين لهما من قصص التوراة، الواحد قصة موسى والمديانيين، والآخر قصة شاؤل والعماليق، وأن المؤرخين المسلمين لم يطلعوا حتى على أي من القصتين في التوراة، ومن ثم فقد نقلوها عن مصادر غير علمية بما جاء في التوراة، وربما عن مسلمة أهل الكتاب.
وعلى أي حال، ففي الأولى نرى رب إسرائيل يأمر موسى بالانتقام من المديانيين، ومن ثم نرى الجيش يخرج إلى مديان فيقتل الذكور منهم، ويسبي النساء، ثم ينهب المواشي ويحرق المدن ويهدم الحصون، ثم يعود ومعه "الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم"، فيخرج إليهم موسى غضبان أسفا، مهددا ثائرا، آمرا إياهم "أن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر"[3]، وهكذا يأبى كاتبوا التوراة -المتداولة الآن- إلا أن يصوروا موسى عليه السلام، حريصًا على قتل رجال مديان، فضلا عن السبايا من نسائهم، والذين لم يبلغوا الحلم من ذكورهم[4].
وفي الرواية الأخرى يأمر رب إسرائيل ملك إسرائيل بأن يقضي على العماليق الذين استذلوا يهود، ومن ثم فإن شاؤل سرعان ما يخرج على رأس جيشه فيبيد عماليق، وإن أبقى على "أجاج" ملكهم، فضلا عن خيار الغنم والبقر، وعن كل

[1] باهور لبيب: لمحات من الدراسات المصرية القديمة: ص41-54، كتابنا "حركات التحرير في مصر القديمة" ص131-137 "دار المعارف -1978"، كتابنا "إسرائيل" ص269-276، وكذا
H.R. Hall, The Ancient History Of The Near East, P.406-9
[2] انظر كتابنا "إسرائيل" ص268-303.
[3] عدد 31: 1-18.
[4] انظر كتابنا "إسرائيل" ص78-79.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست