responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 1  صفحة : 530
يا من يريد إجادة التّحرير ... ويروم حسن الخطّ والتّصوير
إن كان عزمك في الكتابة صادقا ... فارغب إلى مولاك في التّيسير
أعدد من الأقلام كلّ مثقّف ... صلب يصوغ صناعة التحبير
وإذا عمدت لبرية فتوخّه ... عند القياس بأوسط التّقدير
انظر إلى طرفيه فاجعل بريه ... من جانب التّدقيق والتّحضير
واجعل لجلفته قواما عادلا ... خلوا عن التّطويل والتّقصير
والشّق وسطه ليبقى بريه ... من جانبيه مشاكل التقدير
حتّى إذا أيقنت ذلك كله ... فالقطّ فيه جملة التدبير
لا تطمعن في أن أبوح بسرّه ... إني أضنّ بسرّه المستور
لكنّ جملة ما أقول بأنّه ... ما بين تحريف إلى تدوير
وألق دواتك بالدّخان مدبّرا ... بالخلّ أو بالحصرم المعصور
وأضف إليه قفرة قد صوّلت ... مع أصغر الزّرنيخ والكافور
حتّى إذا ما خمرت فاعمد إلى ... الورق النّقيّ الناعم المخبور
فاكسبه بعد القطع بالمعصار كي ... ينأى عن التّشعيث والتّغيير
ثمّ اجعل التمثيل دأبك صابرا ... ما أدرك المأمول مثل صبور
ابدأ به في اللّوح منتفيا له ... غرما تجرّده عن التشمير
لا تخجلنّ من الردى تختطّه ... في أوّل التمثيل والشطير
فالأمر يصعب ثمّ يرجع هيّنا ... ولربّ سهل جاء بعد عسير
حتّى إذا أدركت ما أمّلته ... أضحيت ربّ مسرّة وحبور
فاشكر إلهك واتّبع رضوانه ... إنّ الإله يجيب كلّ شكور
وارغب لكفّك أن تخطّ بنانها ... خيّرا يخلّفه بدار غرور
فجميع فعل المرء يلقاه غدا ... عند الشّقاء كتابه المنشور
واعلم بأنّ الخطّ بيان عن القول والكلام، كما أنّ القول والكلام بيان عمّا في

اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 1  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست