responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 279
ورور وسار نحو خربان فزحف عليه يوم الثامن عشر من الشهر المذكور فقاتل العسكر قتالاً شديداً وبلغ الشفاليت باب الحصن. ووقع عنده هنالك الطعن والضرب ونزل السفاليت المكسورة. فاخرب أهل الحصن المحمولة. ورجع الشفاليت للقتال فوجدها قد أْخربت. وإلا فما كان دون فتحه شيء. وقتل من العسكر جماعة رمياً بالنشاب فمنهم الأمير محمد ابن الشعبي فأمر السلطان عليهم بالمحطة ونصب المنجنيق. فأقام ثمانية أيام. ثم سار إلى صنعاءَ وترك في المحطة على خربان الأمير شمس الدين عباس بن محمد بن عبد الجليل.
وفي هذه السنة توفي الأمير الكبير الشريف أبو تمي محمد بن أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني صاحب مكة حرسها الله تعالى. وكان أميراً كبيراً له حظ وافر في الأمرية راغباً في الأدب وسماعه. وله الإجازات للشعراء الوافدين عليه من إطلاق الخيال وإجازات القصائد.
قد كان لما اتصل السلطان الملك المؤَيد بالملك جهز تلك السنة علمه المنصور ومحمل الحج السعيد صحبة القائد بن زاكي فتلقاه الشريف أبو تمي بالإجلال والإكرام. وخفقت ذوائب العلم المنصور على جبل التعريف بعرفة. وأعلن مؤّذنه على قبة زمزم بمناقب السلطان على رؤُوس الإشهاد فسمع تلك الأوصاف من ضمه ذلك المقام الشريف. وحلف السلطان الملك المؤَيد الإيمان المغلظة ولبب على قميصه على مقتضى ما جرت به العادة ووصل إلى الشريف المذكور ما اقتضته المواهب السلطانية مما كان قرره الخليفة من العين والغلة والكساوي والطيب والمسك والعود والصندل والعنبر والثياب الملونة والخلع النفيسة. وكان مبلغ العين ثمانين ألف درهم ومبلغ الغلة أربعمائة مد. واستمرت أمريته على مكة ونواحيها اكثر من خمسين سنة. وكان له من الولد اكثر من عشرين ولداً. فافترقت أولاده بعده. وافترقت الأشراف والقواد مع أولاده. فكان طائفة منهم مع وميثة وحميضة وطائفة أخرى مع أبي الغيث وعطيفة فاستقوى رميثة وحميضة على أبي الغيث وعطيفة فلزماهما فأقاما في محبسهما مدة ثم احتالا فخرجا وتجورا في بعض بيوت القواد والأشراف فأجاروهما.

اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست