responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 263
إلى الأشراف فأرادوا أن يقدموه إماماً وكان كاملاً فامتنع من ذلك. فلما كان يوم الاثنين الثالث من صفر نهض السلطان من محطته مبات بالكولة وأقام يوم الثلاثاء ثم سار يوم الأربعاء فحط في القصر عند أشيح فأقام هنالك يوم الخميس وسار يوم الجمعة السابع من صفر فحط على البقاع بعساكره وجنوده. فملأت جيوشه تلك الأماكن كلها وانتشرت في تلك الجهات.
إذا حلَّ في ارض بناها مدائناً ... وان سار عن أرض توت
فلما اصبح يوم السبت الثامن من الشهر المذكور نصب المنجنيق على الحصن المذكور وحاصره حصاراً شديداً وهو يومئذ للأمير جمال الدين علي بن عبد الله ولم يكن يومئذ فيه وإنما كان فيه ابنه الشريف إدريس ابن علي فزحفت العساكر المنصورة على الحصن ثلاثة أيام متوالية فكتب الأمير جمال الدين علي بن عبد الله إلى سائر الأشراف كتباً متتابعة يطلب منهم النصرة وهم يغالطونه ويعتذرون بالعجز. فلما اشتد عليهم الأمر كاتب في معنى الصلح وحصل خطاب ومراجعات. واستقر الحال على أن الأمير جمال الدين يواجه الصاحب موفق الدين فوصل إليهِ. واتفق حضور الملك المنصور والملك المظفر فاجتمعوا جميعاً وساروا بأجمعهم إلى المقام الشريف السلطاني. فلما علم السلطان رحمة الله عليه بوصول الأمير جمال الدين علي بن عبد الله ركب من مخيمه للقائه وقد صاروا بالقرب منهُ. فأكرمه وانصفه وانعقد الصلح بينهم وأخذ للأشراف ذمة سبعة اشهر وسلم لأجلها حصن ذيفان لان السلطان امتنع من الذمة عليهم. فلما استقر بالمحطة طلب من السلطان دخول الإعلام الشريفة الحصن اظهراً لطاعة والتسليم فنصبت في أعلى الحصن وكذلك العظيمة خفقت ذوائبها في أعالي الحصنين ولقد أحسن الحسن بن هاني حيث يقول
من كان بالسمر العوالي خاطباً ... جلبن لهُ بيض الحصون عرائساً

اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست