اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 74
بمصر بالخمسين والستين ديناراً كثيراً [1] . وفي خطط المقريزي أنه وجد لعبدة بنت المعز في جملة ما وجد في خزائنها ثلاثون ألف شقة صقلية [2] . وربما دلت هذه الشهرة المبكرة في الكتان على رسوخ صناعته في العصر الأغلبي إن لم يكن قبله. ويقول المقدسي: ومن صقلية تحمل الثياب المقصورة الجيدة [3] ويقول ناصر خسرو: ويجلبون منها كتاناً رقيقاً وثياباً منقوشة يساوي الثوب منها في مصر عشرة دنانير مغربية [4] .
ولا ننسى بجانب المنسوجات صناعات أخرى قائمة على المواد الحيوانية كالجلود، لشهرة صقلية بالمواشي كما في أشعار بندار. أما تلك التي يذكرها ثيوقريطش في قصائده فهي أنواع من المعزى وبعض المعزى الموجودة فيها اليوم من ذوات الأذن المتدلية مما يرجح أن العرب هم الذين جلبوها [5] وكان لخيول صقيلة في العصر البيزنطي شهرة واسعة إذ كانت تربى بكثرة في إقطاعات البابا ويستمد الباباوات خيولهم منها. ولما دخل العرب صقلية دخلتها الخيول العربية وطمست شهرة الخيول المحلية، وكذلك جاء المسلمون بالجمل إلى صقلية ولكنه انقرض منها.
وقد مر بنا أنه كانت تصنع فيها حبال والطوامير والسكر، ويذكر ابن حوقل صناعة الخمور وتحضير القند [6] . كما كانت تعتمد صادراتها على مستخرجات الثروة المعدنية كالكبريت والشب والزفت والقطران، وعلى ثروة الغابات الخاصة من جبل إتنا الذي يؤخذ منه الجوز والقسطل وخشب الأرزن [7] أضف إلى ذلك مستخرجات البحر والأنهار كسمك التن والمرجان. أما الواردات [1] ابن حوقل 1/ 131. [2] الخطط 2/ 164. [3] احسن التقاسيم: 239 المكتبة الملحق الأول: 57. [4] سفر نامه ص 45. [5] Freman: History of sicily vol.i p.93. [6] أراد ابن حوقل أن يقلل من قيمة صقلية في المنتجات فقال: أنها لم تختص بوجه من فضائل البلدان غير القمح والصوف والشعير والخمر وصبابة من القند إلى شيء من ثياب الكتان 1/ 131. [7] المكتبة:118، 145.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 74