اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 73
منه الطوامير وأكثره يفتل حبالا للمراكب وأقله يعمل للسلطان منه طوامير لا يزيد على قدر كفايته [1] . ويذكر المقدسي كثرة الفواكه والخيرات والأعناب في بلرم وضواحيها [2] وتتردد في الشعر بساتين المعسكر ومتنزهاته وفواراتها، ولم يغير الفتح النورماني كثيراً من عمران صقلية ولذلك نستطيع أن نعتمد على ما كتبه الإدريسي لنتصور الحالة الزراعية بصقلية في العصر الإسلامي. وليس هنالك من بلد مذكور في نزهة المشتاق لا يقترن به ذكر البساتين والمنازه والمياه والمزارع الطيبة؟ كذلك كان الحال في بلرم وجفلوذ ومسينة وقطانية وقارونية ولنبياده وبثيرة وجرجنت وسائر القلاع والحصون، داخلية كانت أو ساحلية. وحول شنت ماركو خاصة كان يكثر البنفسج ذو الرائحة الفائحة العطرة [3] .
وشملت النهضة أيضاً الحياة الصناعية، وكانت هذه ذات أصول في العصر البيزنطي. وقد مر بنا أن الجلود الأرجوانية اللون والحرير اللازوردي وبعض الصوف كانت مما يحمل من صقلية إلى رافنا. ولكن الصناعة في العصر الإسلامي كثرت وتقدمت وشمل الإتقان عدة أنواع منها. واعتمدت الصناعات على الحاصلات النباتية والحيوانية والمعدنية فقامت صناعة السفن على الخشب من حول جفلوذ [4] وعلى الحديد من بلهرا [5] وكان القطن الذي يزرع حول حطين [6] يصدر بكثرة إلى البلاد أفريقية [7] ومن ميلاص يتجهز بالكتان الكثير الطيب [8] ، وكان الكتان الصقلي ذا شهرة واسعة. ويذكر ابن حوقل أن ثياب الكتان فيها لا نظير لها جودة ورخصاً، ويباع مستعملها مما يقطع قطعين من الخمسين رباعياً إلى ستين رباعياً فيزيد على ما يشتري من أمثاله [1] المصدر نفسه 1/ 123 والمكتبة: 8 - 9. [2] احسن التقاسيم 231 والمكتبة الملحق الأول: 55. [3] نزهة المشتاق، المكتبة:32. [4] نزهة المشتاق، والمكتبة: 111. [5] ابن حوقل 1/ 123 والمكتبة ص9. [6] المكتبة الصقلية: 110. [7] المصدر نفسه: 159. [8] نزهة المشتاق: 33.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 73