اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 72
[5] - النهضة الزراعية والصناعية
ومن أسباب رخص الحاجيات وكثرتها أيضاً النهضة الزراعية والأساليب الزراعية واستغلال كل ارض صالحة لأن تفلح، وتهيئة الأرض لأنواع جديدة من المزروعات. ففي أيام البيزنطيين كانت صقلية تهتم بالقمح والكرمة وتعتمد في الزيتون والزيت على شمال إفريقية، ويظهر أنها ظلت تستمدها من هناك في العصر الإسلامي أيضاً، لأن صاحب كتاب الاستبصار لا يزال يقول في زيت سفاقس " وعليه معول أهل صقلية وإيطالية وأنكبورده وقلورية " [1] وفي أخبار الفتح نسمع عن الكروم حول طبرمين وكلاما مبهماً عن الزروع.
أما المسلمون فإنهم أدخلوا إلى صقلية كثيراً من أنواع الزراعة جاءوها بالليمون والبرتقال والقصب والأرز والنخيل والقطن والبردي حتى نشأت في صقلية أساليب زراعية تلائم بيئتها وأصبحنا نسمع في كتاب الفلاحة بما يسمى طريقة صقلية في زراعة البصل مثلا [2] أو عادة أهل صقلية في زراعة القطن [3] أو طريقهم الخاصة في عمل معنب من عصير العنب الحلو [4] . وأكثر الناس من زراعة الخضروات وبعض أنواعها أدخله المسلمون إلى الجزيرة. وكانت بلرم وضواحيها عامرة بالبساتين والأجنة والطواحين على وادي عباس [5] . وكانت الأراضي السبخة القريبة منها مزروعة بالقصب الفارسي وبالمقاثي الصالحة، وكان في خلال أراضيها بقاع قد غلب عليها البربير وهو البردي المعمول [1] الاستبصار: 7ط فينا،والمؤلف مجهول ولكنه كان يعيش في عصر أبي يوسف أمير المؤمنين. [2] ابن العوام، الفلاحة النبطية، المكتبة: 545. [3] المصدر نفسه. [4] المصدر نفسه: 546 - 547. [5] ابن حوقل 1/ 123 والمكتبة:5.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 72