اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 75
إليها فكانت تشمل كل ما تدفع إليه الحاجة من سائر الطلبات [1] .
واستدعت النهضة الصناعية تعدد الحرف في أيدي الناس. وفي بلروم وحدها عدا ابن حوقل أصنافاً كثيرة منها وذكر أن أهل حرفة سوقاً. فبين مسجد ابن سقلاب والحارة الجديدة كانت تقع أكثر الأسواق كسوق (الزياتين بأجمعهم والدقاقين والصيارفة والصيادنة والحدادين والصياقلة وأسواق القمح والطرازين والسماكين والأبزاريين وطائفة من القصابين وباعة البقل وأصحاب الفاكهة والرياحين والجرارين والخبازين والجدالين، وطائفة من العطارين والجزارين والأساكفة والدباغين والنجارين والغضائريين والخشابين خارج المدينة. وببلرم طائفة من القصابين والجرارين والأساكفة وبها للقصابين دون المائتي حانوت لبيع اللحم والقليل منهم برأس السماط ويجاورهم القطانون والحلاجون والحذاءون " [2] . وهذه الفقرة الإحصائية غنية بالدلالة على حال السوق في بلرم أثناء العصر الإسلامي.
6
- الدين والأخلاق
ونجد ابن حوقل يصف الصقليين [3] بقلة المرؤة، وبإقبالهم على شهادة الزور، ويرميهم بقلة الفطنة وكلال الفهم وحدة الجهل وسرعة الطيش وموت اليقظة وبراعة اللؤم، ويصل بين هذه الصفات فيهم وبين أغذيتهم السيئة ومطاعمهم المنتنة وخاصة إكثارهم من أكل البصل؟ الأمر الذي بلد إحساسهم ويصمهم بغلظ الطباع وسوء الخلق وغلبة الجفاء وطول المراء. وهذا الوصف منصرف إلى أهل بلرم. أما أهل بواديها وأرباب تلك البوادي فتغلب عليهم [1] ابن حوقل 1/ 121. [2] ابن حوقل 1/ 119. [3] هذه الأوصاف مجموعة من مواطن متفرقة. تنظر ابن حوقل 1/ 123 - 131.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 75