responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 63
"بيتي"، وذلك إلى جانب اعتبارهم ورثة حور "حورس" على الأرض[1]. أما مملكتهم نفسها فاتخذت نبات البردي شعارًا لها. وجاورت مدينة به ضاحية دينية تسمى "دب" عبد أصحابها معبودة أطلقوا عليها اسم واجة ورمزوا إليها بهيئة الحية، فانتسب الملوك إليها واعتبروها حاميتهم واعتادوا على وضع رمزها على جباههم تبركًا به والتماسًا لحمايته.
ثم مملكة الصعيد وقد استقر زعماؤها في "نخن" وهي مدينة قامت على أطلالها قرية الكوم الأحمر الحالية شمالي إدفو، ويحتمل أنهم استمسكوا بها باعتبارها مسقط رأس كبارهم، واحتفظوا بزعامتها الدينية للمعبود حور الصعيدي ورمزوا إليه بالصقر أيضًا. وكشفت التنقيبات الأثرية في أطلال نخن عن بقايا سور أقامه أصحابه على هيئة بيضيَّة أو شبه مستديرة داخل المدينة ودعموه بأحجار غفل غير منتظمة من الدبش، وذهب الرأي حتى الآن إلى أنه كان يحيط بتل صناعي من الرمال شيد أهل المدينة فوقه معبد ربهم حور[2]. وتتوج ملوك هذه المملكة بتاج أبيض طويل، واتخذوا نباتًا يسمى "سوت" رمزًا لهم، قد يكون من البوص أو الأسل أو الخيزران ربما للرمز إلى صلابتهم مثله، وانتسبوا إليه فأصبحوا يلقبون بين قومهم بلقب "سوتي" أو "نيسو"[3]. أما مملكتهم نفسها فاتخذت زهور اللوتس أو الإبريس أو الزنبق شعارًا لها. وجاورت العاصمة نخن ضاحية دينية سميت نخاب قامت على أطلالها واحتفظت باسمها بلدة الكاب الحالية، وعبد أصحابها ربة نسبوها على بلدتهم فسموها نخابة ورمزوا إليها بأنثى العقاب، فاعتبره الملوك راعيتهم وحاميتهم.
ومن هذه المملكة الصعيدية خرج أوائل دعاة الوحدة التاريخية الذين سنذكر منهم كلًّا من الملكين العقرب "ص73"؛ ونعرمر "ص74 - 76"، وإن كان يبدو أن عاصمتها كانت قد انتقلت حينذاك من نخن في أقصى الصعيد إلى ثني في أواسطه.

[1] Pyr. 724; Zaes, Xxx, 113.
[2] J. E. Quibell – F. W. Gteen; Hierakonpolis, Ii, 3 F; Sethe, Op. Cit.; Urgeschichte, 188.
[3] Zaes, Xlix, 15, 18; Rec. Trav., XXXVIII, 69; Asae, Li, 308 F.
من تطورات الفنون وتعبيراتها:
اعتاد الرسامون المصريون على تصوير رسومهم بلون واحد على سطوح الفخار حتى أواسط حضارة نقادة الثانية، ثم خطوا خطوة جديدة عدلوا فيها وسائل الرسم ومسطحاته وموضوعاته، وعملوا فيها على الرسم بألوان متعددة على جدران واسعة شادوها من اللبن وكسوها بالملاط، وبدءوا يعبرون على سطوحها عن أساطيرهم وأخبارهم وأفكارهم تعبيرًا أكثر صراحة ووضوحًا من تعبيرات رسوم الفخار القديمة. واحتفظت بلدة نخن ببناية صغيرة من اللبن تحت سطح الأرض كُسي جداران منها بطبقة من الملاط وصورت عليهما مناظر قتال ومناظر صيد ومناظر أسطورية ومناظر ملاحية، بألوان بيضاء وخضراء وحمراء وسمراء[1].

[1] J. E. Quibell –F. W. Green, Op. Cit., Ii, 20-21 Pls. Lxxxv-Lxxxix; L. G. Brunton, In Studies Prtsented To Griffih, I, 272 F.; And See, H. Schaefer, Von Aeg. Junst, 158, 244; Vandier, Manuel …., I, 56 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست