اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 64
ونجح الرسامون في تصوير ملامح حيواناتها وحركاتها أكثر مما نجحوا في تصوير ملامح إنسانها وحركاته، وصورت مناظر الصيد فيها بيئة صحراوية وحيوانات سريعة من حيوانات الصحراء والحواف الزراعية، وأبدع فنانها تصوير خمسة ظباء علقت سيقانها بفخ كبير نصبه صائد، وخلع روح الفن على صورته، فرتب الظباء حول الفخ في دائرة كاملة وجعلها تبدو كما لو كانت قد استسلمت لمثيرها وتمددت على جنوبها، ولونها بألوان مختلفة، حتى لقد صور بعضها بثلاثة ألوان.
وتضمنت المناظر الأسطورية فيها مجموعتين: مجموعة لبطل يواجه أسدين بمقمعة حرب طويلة أو عصا ذات رأس كرية، ومجموعة أخرى لبطل يحاول أن يفصل بين أسدين أو يحاول أن يصرعهما بيديه المجردتين. وليس من المستبعد أن تكون كل من المجموعتين، والأخيرة منهما بخاصة، قد رمزت إلى فئتين قويتين حاول أحد الزعماء الأبطال أن يفصل بينهما أو يخضعهما لسلطانه.
وتألفت مناظر الملاحة من ست مراكب، تساوى ارتفاع المقدمة والمؤخرة في خمس منها، بينما ارتفعت مقدمة السادسة عن مؤخرتها ارتفاعًا كبيرًا. وأدى طراز هذه المركب السادسة إلى كثير من الجدل، وقد صور الرسام على سطحها مقصورة مقبية السقف. وذهب أغلب الباحثين إلى اعتبار طرازها طرازًا دخيلًا يشبه طراز المراكب السومرية ويتعلق بغزاة أو مهاجرين من بلاد النهرين.
ولسنا نجادل في غرابة هذا الطراز عن طراز مراكب الصعيد العادية في عصرها، ولكنا نود الإشارة إلى ثلاث حقائق تتعلق بها، وهي: أن قمرتها أو "مقصورتها" مقبية السقف تشبه مقاصير بعض ما عثر عليه من نماذج المراكب الصعيدية التي صنعها أصحابها من الصلصال. وأن تصويرها بمفردها بين خمس مراكب مصرية ينفي عن أصحابها صفة الغزاة الأغراب. وأن الحضارة السومرية لم تكن قد بدأت حينذاك في بلاد النهرين، وإنما كان العراق لا يزال يعيش في حضارة الوركاء التي لا ندري مدى صلاحية سفنها للإبحار من العراق إلى مصر عن طريق الخليج العربي والمحيط الهندي ثم البحر الأحمر[1]، وهو طريق صعب. وكل ذلك مما يحملنا على الاعتقاد بنسبتها إلى منطقة ما في مصر مثل شمال الدلتا كما سيتضح لنا من مثل آخر تالٍ. [1] يعترف كونتينو بأن مصر حين بدأت عصورها التاريخية كانت العراق لا تزال في مرحلة الانتقال من حضارة الوركاء إلى حضارة جدة نصر G. Conteneau, Manuel D'archeologia Orentale, Iv, 1947
على الرغم من أنه من القائلين بتأثير الحضارة السومرية في الحضارة المصرية عن طريق الهجرة الجنسية على حد قوله.
See Also, Hi Storie De L'orient, 1936, 169-172.
سكين جبل العركى:
سابق فن النقش فن الرسم في خدمة أغراض قومه، وتعدت نقوش مقابض السكاكين والخناجر تصوير صفوف الحيوانات إلى تصوير موضوعات أسطورية وتاريخية. وأوضح ما يستشهد به منها نقوش مقبض سكين وجدت في منطقة جبل العركي تجاه نجع حمادي فسميت اصطلاحًا باسمه[1]. وصور فنانها على أحد وجهي [1] Louver E. 11517 ; And For Other References See, R, Well, Recherches…, 1961, Ii, 206 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 64