responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 183
الموظفين المصريين بها ومعرفتهم بكتابة أهلها. أو وجود مترجمين مصريين في البلاط الفرعوني كانوا يقرءون الرسائل الإيجية التي ترد إلى مصر ويردون عليها بلغة أهلها. وتدعو عبارة قلمي الحاونبو إلى تذكر وجود مرحلتين للخطوط الإيجية " Linear A & Linear B" وإن كان يبدو أن ظهور المرحلة الثانية منهما كانت متأخرة عن عصور الدولة الوسطى في مصر.
وواجهت مصر في عهد سنوسرت الثالث "خع كاورع" تحركات مريبة قرب حدودها الشمالية والجنوبية فاضطر الرجل إلى الاستعانة في سياسته الخارجية بالقوة المسلحة في سبيل تأمين الحدود وتأمين سبل التجارة وبث الاحترام في نفوس الجيران. وترأس أغلب حملاته بنفسه، فقادها إلى أواسط فلسطين وكانت له معركة فيها قرب سكيم أوسشم الحالية[1]. وكانت عواقب سياسة السلام التي نهجتها مصر في عهدي سلفية أمنمحات الثاني وسنوسرت الثاني، أشد خطرًا في الجنوب عنها في الشمال، فقد ظلت هجرات الزنوج التي بدت بوادرها منذ عهد سنوسرت الأول تدفع أمامها قبائل سودانية "؟ " إلى أراضي النوبة، وقد حاولت هذه أن تسيطر على طرق القوافل بين النوبة وبين مصر، وربما نجحت في دفع الحدود المصرية ناحية الشمال إلى ما يقرب من الشلال الثاني، فحاربهم سنوسرت الثالث أربع مرات، ومهد لحروبه معهم بشق فتحة واسعة بين صخور الشلال الأول، بلغ عرضها 20 ذراعًا، وبلغ طولها 150 ذراعًا، وبلغ عمقها 15 ذراعًا، كما روت نصوصه[2]، لتيسر انتقال أسطوله وجيشه وتيسر وصول الإمدادات إليه. وأزاد رجاله الحصون فوق المرتفعات وعلى ضفتي النيل وفوق الجزر، من أسوان حتى وادي حلفا[3]. وتخلفت من هذه الحصون بقايا حصنين كبيرين في سمنة وقمة على جانبي النيل شمالي وادي حلفا. وقام كل حصن منهما فوق ربوة عالية، وبلغ ارتفاع جدرانه ما يتراوح بين عشرة أمتار وبين اثني عشر مترًا، وأحاطت به الأبراج، وتضمن في داخله مساكن الجند ومعبدًا صغيرًا يؤدون شعائرهم فيه لأربابهم المصريين وبعض أرباب النوبة[4]. وترك سنوسرت في معبد حصن سمنة نصبين من الجرانيت سجل كاتبه على أحدهما سياسته الحدودية، وسجل على الآخر تفاصيل حروبه وشجاعته فيها، فذكر في نصوص النصب الأول أنه أقامه في العام الثامن من حكمه ليعين به حدوده الجنوبية، وأمر ألا يتعداه زنجي قط عن طريق البر أو عن طريق النيل، إلا من ابتغى التجارة في سوق إيقن الكبير، أو أوفد في مهمة، فأولئك سوف يعاملون بالحسنى "مما يتفق مع قواعد المعاملة الدبلوماسية"، ولكن بغير أن تتعدى سفنهم شمالي سمنة[5].
وحظي الرجل بنصيب كبير من تمجيد شعبه، ودبج الشعراء قصائدهم في مدحه، واحتفظت الأجيال بذكراه، فظلت بعض حصون النوبة تسمى باسمه، وذكره تحوتمس الثالث أعظم الفراعنة المصريين المحاربين

[1] Breasted, Op Cit., I, 676 F.; Gardiner, Op. Cit., 132.
[2] Berlin 14753: K. Sethe, Lesestucke, 85.
[3] Saeve Soderbergh, Op. Cit. 89 F.
[4] Clarke, Jea, Iii, 174 F.
[5] Berlin 14753: Sethe, Op, Cit., 83 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست