responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 182
وسوف نعرض لخصائصهم الجنسية وملابسهم القومية وما يحتمل أنهم كانوا يقومون به من أعمال، في بحثنا عن حضارات أهل الشام. ويعنينا أن نشير هنا إلى أنه يصعب أن نتصور أن جماعة إبشا قد هدفت حين خروجها من ديارها في فلسطين أو فيما ورائها، أن تقصد إلى إقليم الوعل بمصر الوسطى بالذات وهو البعيد عن موطنها، وإنما يغلب على الظن أن التجاءها إليه أتى عفوًا وكان مرحلة من مراحل تنقلاتها في سبيل العيش هنا وهناك. ويغلب على الظن أيضًا أن جماعات أخرى أمثالها كانت تعيش في مراكز متفرقة من شرق الدلتا وما يليه من مناطق الحواف وهي مناطق أقرب إلى مواطنها الأصيلة وأقرب إلى بيئتها الطبيعية. واحتفظت نصوص مصرية أخرى من عهود الدولة الوسطى بأسماء أمورية وكنعانية كثيرة عمل بعض أصحابها في مناطق المناجم والمحاجر المصرية في سيناء وعمل بعضهم الآخر أبتاعًا وإماء في المعابد والبيوت المصرية[1].
ولم تقتصر اتصالات مصر الخارجية حينذاك على بلاد الشام بأجزائها والنوبة بقبائلها وبلاد بوينة وما هو قريب منها، وإنما امتدت واتسعت مع أقطار أخرى عرفها المصريون منذ عصور بعيدة. فقد عثر تحت أرضية معبد مصري في بلدة الطود جنوبي الأقصر على أربعة صناديق صغيرة تضمنت تمائم من اللازورد وأختامًا أسطوانية عراقية ذات أسلوب يرجع إلى عصر أسرة أور الثالثة السومرية، وتماثيل ذات طراز بابلي. ومصوغات ذات طراز إيجي[2]. وعثر في منطقة هوارة ومناطق مصرية أخرى متفرقة على أختام وأوان ذات زخارف تشبه زخارف الحضارة الكريتية المينوية الثانية[3]. كما عثر بالتالي على مصنوعات مصرية متنوعة وتماثيل بنقوش مصرية في عواصم جزيرية كريت[4]. وكانت الموانئ الفينيقية فيما يبدو من مراكز انطلاق الاقتصاد المصري إلى جزر إيجه وكريت، وربما تعاون مع المصريين في عمليات التسويق هنا وهناك تجار وملاحون من الفينيقيين[5].
وهناك ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الصلات التجارية بين مصر وبين كريت وغيرها من جزر بحر إيجه لم تخل من أثر في الحياة الثقافية للجانبين، فقد أشار مصري مثقف من ذلك العصر إلى أنه كان يمسك "قلمي "الحاونبو"[6]، وربما بما يعني أنه كان يعرف خطي الحاونبو ويكتب بهما، وكان لفظ "الحاونبو" هو الاسم المصري لسكان جزر الحوض الشرقي من البحر المتوسط. وإذا صح هذا التفسير أمكن أن يدل على أحد أمرين: إما وجود جاليات إيجية تجارية في العواصم المصرية والموانئ المتصلة بها في الشام، واتصال

[1] Archiv Orientalni, Vii, 1935, 384 F.; Lange-Schaeier, Grab Und Grabsteine, I, 196; Ii, 177-178; F.L. Griffith, Kahan…, 12, 10; W.C. Hayes, Apapyrus Of The Late Middle Kingdom In The Brookiyn Museum, 1955; G. Posener, Syria, 1957, 145-63.
[2] J. Vandier, Syria, 1937, 174 F., Pls. Xxviii-Xxix; Bisson De La Roque, Tod, 113 F.
[3] Hall, Jea, Ih, 110 F.; Peet, Ann. Of The Brit. School Of Athens, Xvii, 250 F.; Glotz, La Civilisation Egeene. 1923, 47f., 235f.
[4] Ibid.; Porrer And Moss, Op. Cit., Vii, 405; Gardiner, Op. Cit., 137.
[5] Ibid., 132; Kees, Op. Cit., 139.
[6] دريوتون وفاندييه: مصر – ص287. Petrie, Kahum, 42f.; Lllahum, 9 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست