responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 42
قد آمن فَلَمَّا ايس مِنْهُم دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ (رب لَا تذر على الأَرْض من بن ديارًا) فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن اصْنَع السَّفِينَة فصنعها من خشب الساج فَلَمَّا أقبل على عمل الْفلك جعل يقطع الْخشب وَيضْرب الْحَدِيد وَكَانَ قومه عَلَيْهِ وَهُوَ فِي عمله فيسخرون مِنْهُ وَيَقُولُونَ يَا نوح قد صرت نجاراً بعد النُّبُوَّة - عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُم (إِن تسخروا منا فانا نسخر مِنْكُم إِذا عاينتم عَذَاب الله كَمَا -) وَاتخذ السَّفِينَة وَكَانَ طولهَا ثَلَاثمِائَة ذِرَاعا وعرضها خمسين ذِرَاعا وطولها ثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَقيل غير ذَلِك فَلَمَّا فار التَّنور وَكَانَ هُوَ الْآيَة بَين نوح وَبَين ربه حمل نوح من أمره الله من أَهله وَغَيرهم سوى وَلَده كنعان فانه كَانَ كَافِرًا ثمَّ ادخل فِي السَّفِينَة مَا أمره من الدَّوَابّ وَاخْتلف فِي مَوضِع التَّنور فَقيل كَانَ بِالْكُوفَةِ وَقيل بِالشَّام غير ذَلِك فَلَمَّا دخل نوح وَمن مَعَه السَّفِينَة فتح الله عز وَجل عُيُون المَاء ففارت الأَرْض من الْبحار وأمطر الله من السَّمَاء مَاء فارتفع المَاء وَجعلت الْفلك تجْرِي بهم كموج كالجبال وَعلا المَاء على رُؤُوس الْجبَال أَرْبَعِينَ ذِرَاعا فَهَلَك كل من على وَجه الأَرْض من حَيَوَان ونبات سوى عوج ابْن عنَاق - نِسْبَة لأمه عنَاق بنت آدم - وَهِي أول نبت على وَجه الأَرْض وعمت الْفُجُور وعملت السحر وجاهرت بِالْمَعَاصِي وَولدت الْجَبَّار وَلم يغرقه الطوفان وَلَا بلغ بعض جسده وَطلب السَّفِينَة ليغرقها وَكَانَ ثَلَاثَة آلَاف وثلاثمائة وَثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَثلث ذِرَاع بالهاشمي وَكَانَ بالسحاب وَيشْرب مِنْهُ وبتناول الْحُوت من قَرَار الْبَحْر ويشويه فِي عين حَتَّى يرفعهُ إِلَيْهَا ثمَّ يَأْكُلهُ وعاش ثَلَاثَة آلَاف سنة وَعمر إِلَى زمَان فِرْعَوْن وَقطع صَخْرَة على قدر عَسْكَر عَلَيْهِ السَّلَام ليطرحها عَلَيْهِم وَكَانَ المعسكر فرسخاً فِي فَرسَخ فَأرْسل الله فَنقرَ الصَّخْرَة فَنزلت من رَأسه إِلَى عُنُقه ومنعته الْحَرَكَة فَوَثَبَ مُوسَى وَكَانَت

((ذكر شِرَاء المغارة)) عَن كَعْب الاحبار رَضِي الله عَنهُ قَالَ أول من مَاتَ وَدفن فِي حبرون سارة لَك إِنَّهَا لما مَاتَت خرج الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام يطْلب موضعا ليقبرها فِيهِ وَرَجا ان ون موضعا بِقرب حبري فَمضى الى عفرون وَكَانَ ملك الْموضع وَكَانَ مَسْكَنه فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم بِعني موضعا اقبر فِيهِ من مَاتَ من أَهلِي فَقَالَ لَهُ عفرون لَك قد ابحتك فادفن موتاك حَيْثُ شِئْت من ارضى فَقَالَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لَا احب ذَلِك إِلَّا بِالثّمن فَقَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ الصَّالح ادفن حَيْثُ شِئْت عَلَيْهِ وَطلب مِنْهُ المغارة فَقَالَ لَهُ أبيعكما بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم كل دِرْهَم وزن دَرَاهِم وكل مائَة دِرْهَم ضرب ملك أَرَادَ بذلك التَّشْدِيد عَلَيْهِ كي لَا يجد من ذَلِك فَيرجع إِلَى قَوْله فَخرج إِبْرَاهِيم الْخَلِيل من عِنْده فَإِذا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَاقِف فَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيم إِن الله قد سمع مقَالَة الْجَبَّار لَك وَهَذِه دَرَاهِم ادفعها إِلَيْهِ فَإِنَّهَا كَمَا طلب قَالَ فَأخذ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الدَّرَاهِم وَدفعهَا إِلَى الْجَبَّار فَقَالَ لَهُ من أَيْن لَك هَذِه الدَّرَاهِم؟ فَقَالَ لَهُ من عِنْد إلهي وخالقي وأر زاقي فَأَخذهَا مِنْهُ وَحمل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام سارة ودفنها فِي المغارة فَكَانَت أول من دفن فِيهَا وَتوفيت وَلها من الْعُمر مائَة وَسَبْعَة عشر سنة وَقيل مائَة وَسبع وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ لما توفّي الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام دفن بحذائها من جِهَة الغرب وَسَنذكر تَارِيخ وَفَاته فِيمَا بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ توفيت ريقة زَوْجَة إِسْحَاق فدفنت بهَا بحذاء سارة من جِهَة الْقبْلَة ثمَّ توفّي إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام فَدفن بحذاء زَوجته من جِهَة الغرب ثمَّ توفّي يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَدفن عِنْد بَاب المغارة وَهُوَ بحذاء قبر الْخَلِيل

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست