responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 43
وثبته عشرَة أَذْرع وَطوله مثل ذَلِك وَطول عَصَاهُ مثل ذَلِك وَلم يلْحق سوى عرقوبه فَقتله وَتَركه بموضعه وردم عَلَيْهِ بالصخر والرمل فَكَانَ كالجبل الْعَظِيم فِي صحراء مصر وَقيل غير ذَلِك وَكَانَ بَين أَن أرسل الله مَاء الطوفان وَبَين أَن غاض سِتَّة أشهر وَعشر لَيَال وَكَانَ ركُوب نوح فِي السَّفِينَة فِي مستهل شهر رَجَب وَقيل لعشر لَيَال مَضَت من رَجَب وَكَانَ أَيْضا لعشر لَيَال خلت من آب وَخرج من السَّفِينَة يَوْم عَاشُورَاء من الْمحرم وَكَانَ اسْتِقْرَار السَّفِينَة على الجودي وَهُوَ جبل من أَرض الْموصل وَقد ورد حَدِيث أَن السَّفِينَة طافت بِالْبَيْتِ الْحَرَام أسبوعاً ثمَّ طافت بِبَيْت الْمُقَدّس أسبوعاً ولسنوات على الجودي وَرُوِيَ أَن السَّفِينَة سَارَتْ حَتَّى بلغت بَيت الْمُقَدّس فوقفت ونطقت بِإِذن الله تَعَالَى وَقَالَت يَا نوح هَذَا مَوضِع بَيت الْمُقَدّس الَّذِي يسكنهُ الْأَنْبِيَاء من أولادك وَكَانَ الطوفان بعد هبوط آدم بألفي سنة وَمِائَتَيْنِ واثنين وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ لستمائة سنة مَضَت من عمر نوح وَبَين الطوفان وَالْهجْرَة الشَّرِيفَة ثَلَاثَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَأَرْبع وَسَبْعُونَ سنة وَقد مُضِيّ من الْهِجْرَة إِلَى عصرنا تِسْعمائَة سنة كَامِلَة فَيكون الْمَاضِي من الطوفان إِلَى سنة تِسْعمائَة من الْهِجْرَة أَرْبَعَة آلَاف وَثَمَانمِائَة وأربعاً وَسبعين سنة وَالله أعلم وَلما مَضَت ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ سنة للطوفان توفى نوح عَلَيْهِ السَّلَام وَله من الْعُمر تِسْعمائَة وَخَمْسُونَ سنة هَكَذَا وَقع فِي كَلَام المؤرخين أَن نوحًا عَاشَ الْقدر الْمَذْكُور فَقَط وَظَاهر الْآيَة الشَّرِيفَة يُخَالِفهُ لِأَنَّهُ يدل على أَنه لبث الْقدر الْمَذْكُور فِي قومه بعد إرْسَاله إِلَيْهِم ينذرهم وَأَن الطوفان وَقع بعد ذَلِك وَقيل أَن عمر نوح ألف وَأَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ سنة وَهُوَ مُوَافق لِلْآيَةِ قَالَ الله تَعَالَى (وَلَقَد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فَأَخذهُم الطوفان وَهُوَ ظَالِمُونَ) وَظَاهر الْآيَة الشَّرِيفَة أَنه عَاشَ أَكثر مِمَّا ذكره المؤرخون وَالله أعلم وَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام خمسين مرّة وقبره بكرك نوح وَمن أَوْلَاده

عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من جِهَة الشمَال ثمَّ توفيت ليقا زَوجته فدفنت بحذائه من جِهَة الشرق فَاجْتمع أَوْلَاد يَعْقُوب والعيص وأخوته وَقَالُوا نَدع بَاب المغارة مَفْتُوحًا وكل من مَاتَ منا دفناه فِيهَا فتشاجروا فَرفع وَاحِد من أخوة الْعيص يَده وَلَطم الْعيص لطمة فَسقط رَأسه فِي المغارة وَقيل كَانَ الضَّارِب للعيص وَاحِد من أَوْلَاد يَعْقُوب وَلما سقط رَأسه فِي المغارة حملُوا جثته وَدَفَنُوهَا بِغَيْر رَأس وَبَقِي الرَّأْس فِي المغارة وحوطوا عَلَيْهَا حَائِطا وَعمِلُوا فِيهَا عَلَامَات الْقُبُور فِي كل مَوضِع وَكَتَبُوا عَلَيْهِ هَذَا قبر إِبْرَاهِيم وَهَذَا قبر زَوجته سارة وَهَذَا قبر إِسْحَاق وَهَذَا قبر زَوجته ريقة وَهَذَا قبر يَعْقُوب وَهَذَا قبر زَوجته ليقا وَخَرجُوا وطبقوا الْبَاب وكل من جَاءَ إِلَيْهِ يطوف بِهِ وَلَا يصل إِلَيْهِ أحد حَتَّى جَاءَت الرّوم بعد ذَلِك ففتحوا لَهُ بَابا ودخلوا إِلَيْهِ وبنوا فِيهِ كَنِيسَة ثمَّ أظهر الله الْإِسْلَام بعد ذَلِك وَملك الْمُسلمُونَ تِلْكَ الديار وهدموا الْكَنِيسَة وبالقرب من مَدِينَة سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَرْيَة تسمى سعير وَهِي الفاضلة بَين أَعمال الْقُدس والخليل بهَا قبر بداخل مَسْجِدهَا يُقَال إِنَّه قبر الْعيص عَلَيْهِ السَّلَام وَقد اشْتهر ذَلِك عِنْد النَّاس وصاروا يقصدونه للزيارة وَالله أعلم وروى عَن وهب بن مُنَبّه إِنَّه قَالَ أصبت على قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام مَكْتُوبًا حَلقَة فِي حجر غر جهولاً أمله يَمُوت من جا أَجله لن تغني عَنهُ حِيلَة زَاد بعض أهل الْعلم والمرء لَا يَصْحَبهُ فِي الْقَبْر إِلَّا عمله وَحدث مُحَمَّد بن بكران بن مُحَمَّد خطيب مَسْجِد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْحَاق النَّحْوِيّ يَقُول خرجت مَعَ القَاضِي أبي عَمْرو عُثْمَان بن جَعْفَر بن شَاذان إِلَى قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأَقَمْنَا بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع جَاءَ إِلَى النقش الْمُقَابل لقبر ريقة زَوْجَة إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام فَأمر بِغسْلِهِ حَتَّى

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست