responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204

ساجدة يباهي بها الله الملائكة ويقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي، قد جافي بدنه عن المضاجع، يدعوني خوفا من عذابي وطمعا في رحمتي، اشهدوا أنّي قد غفرت له)(1)

[االحديث: 1166] قال طاووس: دخلت الحجر في الليل، فإذا الإمام السجاد قد دخل فقام يصلّي فصلّى ما شاء الله ثمّ سجد، قلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لأستمعنّ إلى دعائه فسمعته يقول في سجوده: (عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك) قال طاووس: فما دعوت بهن في كرب إلّا فرج عنّي (2).

[االحديث: 1167] قال طاووس: مررت بالحجر فاذا أنا بشخص راكع وساجد، فتأمّلته فإذا هو الإمام السجاد فقلت: يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة، والله لأغتنمنّ دعاه فجعلت أرقبه حتّى فرغ من صلاته؛ ورفع باطن كفّيه إلى السماء وجعل يقول: (إلهي سيّدي! سيّدي! هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوءة، وعيناي بالرجاء ممدودة وحقّ لمن دعاك بالندم تذلّلا أن تجيبه بالكرم تفضّلا، سيّدي أمن أهل الشقاء خلقتني؟ فأطيل بكاي أم من أهل السعادة خلقتني؟ فأبشر رجائي، سيّدي! أبضرب المقامع خلقت اعضائي؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي؟ سيّدي! لو أنّ عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أوّل الهاربين منك، لكنّي أعلم انّي لا أفوتك، سيّدي! لو أنّ عذابي ممّا يزيد في ملكك سألتك الصبر عليه غير أنّي أعلم انّه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين، ولا ينقص منه معصية العاصين، سيّدي! ها أنا وما خطري؟ هب لي بفضلك، وجلّلني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، إلهي وسيّدي! ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني أيدي


(1) كشف الغمّة عنه في (البحار) 46/ 99.

(2) الإرشاد/256.

اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست