وقد أرشد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الرجل إلى سورة الزلزلة لدلالتها على المعاد، والحساب، والدعوة إلى الورع والتقوى،
وسماه رويجلا لقصر همته عن باقي السور.. وهو يدل على أن الكمال الإنساني مرتبط
بتمثل القرآن الكريم جميعا لا بعض سوره أو آياته.
[الحديث: 71] وهو في فضل سورة الإخلاص لاحتوائها على أصول التوحيد
والتعريف بالله تعالى، ونص الحديث هو أن رجلا سمع رجلا يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فذكر ذلك له، وكأن
الرجل يتقالها، فقال a:
(والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)[2]
والحديث يدل على أن الأجور المرتبطة بقراءة القرآن الكريم تختلف باختلاف
المواضيع المقروءة، وإن كان كله فيه أجر عظيم، وقد قال الغزالي مشيرا إلى خصوصية
الآيات المتعلقة بالمعارف الإلهية: (اعلم: أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق
بين آية الكرسي وآية المداينات وبين سورة الإخلاص وسورة تبت، وترتاع من اعتقاد الفرق
نفسك الجوارة، المستغرقة بالتقليد، فقلد صاحب الرسالة a، فهو الذي أنزل عليه القرآن، وقد دلت الأخبار على شرف بعض الآيات،
وعلى تضعيف الأجر في بعض السور المنزلة، والأخبار الواردة في فضائل قوارع القرآن، بتخصيص
بعض الآيات والسور بالفضل وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى، فاطلبه من كتب الحديث إن
أردته)[3]
[الحديث: 72] وهو يبين استعمال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الأساليب المختلفة في الترغيب في