responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 526

من الممكن أن ينقل النساطرة الثقافة الكلاسسيكية وأن يقوم اليهود بدورهم في بلاد الأندلس الإسلامية)[1]

ارنست بانرث:

من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (ارنست بانرث) [2]، فسألت الغريب عنه، فقال: لهذا الرجل شهادات ترتبط بالحضارة الإسلامية:

منها حديثه عن موقف المسلمين من العلم، وتواصلهم مع الثقافة العالمية، وتحليهم بالمنهج العلمي، قال: (إن العرب لم يخربوا ما وجدوه من عناصر ثقافية، بل اهتموا بها وبذلوا جهدهم لهضمها ومن ثم تطويرها. ونرى هنا أن العرب فتحوا باب التعرف على الحضارة اليونانية منذ عصر الأمويين والعباسيين بواسطة المترجمين، وعلى هذه الطريقة تطورت الثقافة تحت حماية الإسلام بالعربية التي هي واسطة ممتازة للتعبير عن الأفكار العليا والتي لا تفوقها في هذا لغة من لغات الدنيا. ولا أراني بحاجة إلى ذكر أسماء الفلاسفة الذين فتحوا آفاقًا جديدة لفهم أسرار الطبيعة والوجود، وما يهمنا هنا هو استعداد العرب لاستعمال الطرق العلمية التي تعلموها من أرسطو طاليس. والتي كانت أولاها: مراقبة الطبيعة والتجربة، وثانيتها: قواعد المنطق الشديدة. ولا شك أن الحضارة الإسلامية ارتفعت في القرون الوسطى إلى علوّ لم ينته إليه قوم آخرون. ولا يخفى أن هذا الاعتلاء كان ثمرة الاجتهاد في كل نواحي الثقافة وتطبيق


[1] الوحدة والتنوع في الحضارة الإسلامية (تحرير كرونباوم)، ص 239.

[2] ارنست بانرث : ولد في مدينة ليبزج، سنة 1895، ودرس اللاتينية واليونانية ثم العربية، كما تعلم الفارسية والتركية، أسره الإنكليز في الجبهة سنة 1917، وانتقل إلى الهند فاستقر فيها حتى عام 1925، وتعلم الأردية، ثم عاد إلى ألمانيا، فتابع دروسه ونال الدكتوراه في اللغات الإسلامية من جامعة فينا. وعين أستاذًا للفلسفة والتاريخ والآداب الألمانية. وقد تولى مناصب عديدة وطوف في عدد من البلدان.

من آثاره: (الإسلام اليوم وغدًا) (1958)، (التفاهم بين الشرق والغرب) (بتكليف من اليونسكو)، وله دراسات عن الفلاسفة المسلمين، كما حقق العديد من النصوص، وكتب العديد من الأبحاث في المجلات المختلفة.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 526
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست