وقال:
(لقد قدم العلم الإسلامي للإنسانية خدمات عظيمة، وأضاف إلى تراثها الثقافي القديم
والكلاسيكي الشيء الكثير، وظل يلعب دوره حتى تسلّم العلم الغربي منه القيادة)[1]
وقال: (ليس
من المعقول لثقافة حية كثقافة الإسلام، يدين بها ثلاثمائة مليون من الأنفس[2]، ألا يكون لها تأثير – بالفعل أو بالقوة – في الحضارة العالمية التي أخذت في
الظهور والتكامل في العصر الحديث)[3]
بارتولد شبولر:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (بارتولد شبولر) [4]، فسألت الغريب عنه، فقال: لقد نطق
هذا الرجل بالصدق عندما قال ـ متحدثا عن سماحة الإسلام مقارنة بالمسيحية ـ: (إن
المسيحية والإسلام يقفان موقفين مختلفين في موضوع الأقليات الدينية. أن المسيحية
لم تسمح بوجود الأديان الغريبة في أراضيها (باستثناء الدين اليهودي) أما في
الإسلام فكان يوجد تبادل ثقافي بين المسلمين وغير المسلمين.. وهذا الفرق الملحوظ
يمكن تفسيره بأن المسيحية شهدت قيام دين منافس لها (وهو الإسلام الذي كان ظهوره،
إذا تكلمنا من الناحية الواقعية مناقضًا لادعاء المسيحية بأنها آخر وحي منزل). أما
الإسلام فقد اعترف نظامه الديني منذ البداية بالعقائد الأخرى التي كانت تعيش معه
جنبًا إلى جنب.. وبهذه الطريقة أصبح
[4] بارتولد شبولر: تخرج من
الجامعات الألمانية، وعين معيدًا للدراسات الإسلامية دفعة لغات الشرق الأدنى
(1939) في جامعة جوتنجن، وأستاذ كرسي في جامعة ميونخ (1942) وعدد من الجامعات
الأخرى كما عمل أستاذًا زائرًا في جامعتي أنقرة واستنبول (1955-1956 يجيد العديد
من اللغات، وتخرج عليه عدد من المتخصصين من البلدان الإسلامية.
من آثاره: (مغول إيران)
(1939) و(المغول في روسيا) (1943) و(تاريخ البلدان الإسلامية) (1952-1953).