والمقلدين
والصوفية والسلفية والعلماء وأفراد الجمهور يلتقون جميعًا معًا على بقعة واحدة،
وقد يكون بين نزعاتهم العقلية تنوع واسع متباين، ولكنهم جميعًا وحدة متآلفة في
إخلاصهم وحبهم محمد)[1]
ويتحدث
عن البناء الإسلامي للمجتمع، فيقول: (كانت التعاليم الاجتماعية التي جاء بها محمد
في أساسها، إعادة لإحقاق المبادئ الأخلاقية التي تشترك فيها ديانات التوحيد،
فازداد ترسيخ معنى الأخوة بين جميع أفراد الجماعة الإسلامية، وأنهم سواسية من حيث
القيمة الشخصية الفطرية دون نظر إلى ما في مكانتهم الدنيوية ووظائفهم وثرواتهم من
تباين واختلاف. وتعمقت جميع العلائق الواجبات المتبادلة التي تستتبعها هذه
المبادئ. وقد تم ترسيخ ذلك كله وتعميقه حين وضعه الإسلام على أساس من الولاء الخفي
والخضوع العلني لإله واحد.. وكانت لتعاليم الرسول نتائج اجتماعية ملموسة تحدّدت
صيغتها كما هو الحال في جميع الحركات الدينية بما تركته من آثار في البيئة التاريخية
الواقعية)[2]
ويتحدث
عن تعاون جميع أجيال الأمة، وجميع أهل الاختصاص فيها في خدمة الإسلام، واستنباط
حقائقه ونظمه، فيقول: (ومظهر آخر بارز يميز التشريع الإسلامي، وهو أن مهمة التعريف
والتصنيف استغرقت، خلال القرون الثلاثة الأولى، الطاقات الفكرية لدى الأمة الإسلامية،
إلى حد لا نظير له. إذ لم يكن المسهمون في هذا الميدان هم علماء الكلام والمحدثين
والإداريين فحسب، بل إن علماء اللغة والمؤرخين والأدباء أسهموا بأنصبة في هذه
المجموعة من المؤلفات التشريعية، وفي مناقشة القضايا التشريعية، وقلما تغلغل الشرع
في حياة أمة وفي فكرها هذا التغلغل العميق مثلما فعل في الأدوار الأولى من المدنية
الإسلامية)[3]