قال:
وتنحصر في وقت العداوة.. فإن تحول العدو إلى صديق زال عنه اسم العداوة.
قلت:
صدقت في هذا.. فهلم بنا إلى أصدقائنا من الفرنسيين.
كوستاف لوبون:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (كوستاف لوبون)، فسألت
الغريب عنه، فقال: هذا طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارات الشرقية، من آثاره:
(حضارة العرب)[1]
(باريس 1884)، (الحضارة المصرية)، و(حضارة العرب في الأندلس) [2]،
وسأذكر لك اليوم بعض شهاداته التي نطق بها حول الإسلام.
فمنها
قوله، وهو يقارن بين أصول الأخلاق في القرآن وأصولها في كتب سائر الديانات: (إن
أصول الأخلاق في القرآن عالية علوّ ما جاء في كتب الديانات الأخرى جميعها، وإن
أخلاق الأمم التي دانت له تحولت بتحول الأزمان والعروق مثل تحول الأمم الخاضعة
لدين عيسى عليه السلام.. إن أهم نتيجة يمكن استنباطها هي تأثير القرآن العظيم في الأمم
التي أذعنت لأحكامه، فالديانات التي لها ما للإسلام من السلطان على النفوس قليلة
جدًا، وقد لا تجد دينًا اتفق له ما اتفق للإسلام من الأثر الدائم، والقرآن هو قطب
الحياة في الشرق وهو ما نرى أثره في أدقّ شؤون الحياة)[3]
ويتحدث
عن عظمة القرآن وتأثيره الممتد في التاريخ الإسلامي، فيقول: (إن هذا الكتاب
القرآن تشريع ديني وسياسي واجتماعي، وأحكامه نافذة منذ عشرة قرون)[4]
[1] نرى أن كوستاف لوبون يعبر
في الشهادات التي نذكرها عن المسلمين باسم (العرب)، باعتبار أن اللقب الشائع عن
المسلمين في ذلك الوقت هو العرب.. وخاصة عند الفرنسيين. وليس مقصده ـ كما قد يتوهم
ـ هو نسبة الحضارة الإسلامية للعرب بدل الإسلام، بدليل ما يذكره عن الإسلام من
شهادات.
[2] انظر الحوار الافتراضي
الذي أجريناه معه في رسالة (ثمار من شجرة النبوة) فصل (الحضارة)