قال:
ولكنه كان يحب لهم كل الخير.. بل يحزن عليهم.. بل كاد يقتله الحزن عليهم.. ألم
تقرأ قوله تعالى:﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ
لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)، وقوله تعالى:﴿
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:3).. وهو في
حربه لهم كان يدافع عن دينه، وكم تمنى أن لا يريق دما من دمائهم.. ولولا أنهم
اضطروه لذلك ما حمل عليهم سيفا.
قلت:
صدقت في هذا.. وفي القرآن الآيات الكثيرة الدالة على ما ذكرت.. وفي حياة الرسول a النصوص الكثيرة المؤيدة لذلك.
قال:
فاقتدوا بمحمد a.. ولا تقتدوا بأولئك المجرمين الذي امتلأت قلوبهم ظلمة، فراحوا
يرمون بها الإسلام.
قلت:
عد بنا إلى الأصدقاء.. إن من قومي من يرفض هذه التسمية.
قال:
عندما أرسل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصحابه إلى النجاشي.. هل كان النجاشي مسلما أو كافرا؟
قلت:لم
يكن النجاشي حينها مسلما.
قال:
فماذا قال لهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ؟
قلت:
قال لهم: (إن بها ملكاً لا يظلم الناس ببلاده في أرض صدق فتحرزوا عنده يأتيكم الله
عز وجل بفرح منه، ويجعل لي ولكم مخرجاً)[1]
قال:
فقد أثنى عليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثناء حسنا، واعتبر أرضه أرض صدق؟
قلت:
أجل..
قال:
فاعتبروا بهذا.. وحولوا العالم كله أصدقاء لكم.. فلا خير فيمن يبحث عن العداوة،
وينشر عقيدة العداوة.