تاسعا ـ الأصدقاء
فتحت دفتر الغريب على فصله التاسع، فوجدت عنوانه (الأصدقاء)، فقلت: ما الذي تقصده بالأصدقاء.
قال: هذا مصطلح أردت به قوما من الناس أحبوا الإسلام، أو أحبوا أشياء في الإسلام، ولكنهم قصروا عن أن يكونوا أتباعا له.
قلت: فكيف صاروا أصدقاء إذن ما داموا لم يتنعموا بنعيمه؟
قال: لقد فتح الله بسببهم عيونا عميا، وأسماعا صما، فلذلك خدموا الإسلام.. والإسلام لا يعادي من يخادمه.
قلت: ولكني عرفت أن من ركائز الإسلام ما يسمى بالولاء والبراء.. والناس بذلك إما مسلمين نكن لهم كل المودة، وإما كفار نكن لهم كل العداوة.
قال: من قال ذلك؟
قلت: كلهم يقولون ذلك.
قال: أخطأ من قال ذلك..
قلت: هم يقرؤون لذلك قرآنا.
قال: وما يقرؤون؟
قلت: يقرؤون قوله تعالى:﴿ لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) ﴾ (آل عمران:28)، وقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً﴾ (النساء:144)، وقبل ذلك بآيات قوله تعالى:﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138)الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139)﴾(النساء)، وقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا