والثاني
خلوّه من القصص والخرافات وذكر العيوب والسيئات وإلى آخره، الأمر الذي يؤسف عليه
كثيرًا لوقوعه بكثرة فيما يسميه المسيحيون (العهد القديم)[1]
ومنها
قوله: (كان محمد على أعظم ما يكون من كريم الطباع وشريف الأخلاق ومنتهى الحياء
وشدة الإحساس.. وكان حائزًا لقوة إدراك عجيبة وذكاء مفرط وعواطف رقيقة شريفة. وكان
على خلق عظيم وشيم مرضية مطبوعًا على الإحساس)[2] ومنها قوله: (إن بعض كتاب هذا
العصر الحاضر كادوا أن يعرفوا بأن الطعن والقدح والشتم والسب ليس بالحجة ولا
البرهان فسلموا بذكر كثير من صفات النبي السامية وجليل أعماله الفاخرة)[3]
ومنها
قوله: (ما اهتدى مئات الملايين إلى الإسلام إلا ببركة محمد الذي علمهم الركوع
والسجود لله وأبقى لهم دستورًا لن يضلوا بعده أبدًا وهو القرآن الجامع لمصالح
دنياهم ولخير أخراهم)[4]
ومنها
قوله: (لما شرف محمد ساحة عالم الشهود بوجوده الذي هو الواسطة العظمى والوسيلة
الكبرى إلى اعتلاء النوع الإنساني وترقيه في درجات المدنية أكمل ما يحتاجه البشر
من اللوازم الضرورية على نهج مشروع وأوصل الخلق إلى أقصى مراتب السعادة بسرعة
خارقة. ومن نظر بعين البصيرة في حال الأنام قبله عليه الصلاة والسلام وما كانوا
عليه من الضلالة.. ونظر في حالهم بعد ذلك وما حصل لهم في عصره من الترقّي العظيم
رأى بين الحالين فرقًا عظيمًا كما بين الثريا والثرى)[5]
ومنها
قوله: (امتدت أنوار المدنية بعد محمد في قليل من الزمان ساطعة في أقطار الأرض
[1] أحسن الأجوبة عن سؤال أحد
علماء أوروبة، ص 23 – 26.